التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ٣٧٧
(29) ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير (30) وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم فبسبب معاصيكم وقرئ بدون الفاء ويعفو عن كثير من الذنوب فلا يعاقب عليها والآية مخصوصة بالمجرمين فإن ما أصاب غيرهم فلزيادة الأجر في الكافي عن الصادق عليه السلام في هذه الآية قال ليس من التواء عرق ولا نكبة حجر ولا عثرة قدم ولا خدش عود إلا بذنب ولما يعفو الله أكثر فمن عجل الله عقوبة ذنبه في الدنيا فإن الله أجل وأكرم وأعظم من أن يعود في عقوبته في الآخرة وفيه والقمي عنه عليه السلام أنه سئل أرأيت ما أصاب عليا وأهل بيته من هؤلاء من بعده أهو بما كسبت أيديهم وهم أهل بيت طهارة معصومون فقال إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يتوب إلى الله ويستغفره في كل يوم ولية مأة مرة من غير ذنب إن الله يخص أولياؤه بالمصائب ليأجرهم عليها من غير ذنب وفي المجمع عن علي عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله خير آية في كتاب الله هذه الآية يا علي ما من خدش عود ولا نكبة قدم إلا بذنب وما عفا الله عنه في الدنيا فهو أكرم من أن يعود فيه وما عاقب عليه في الدنيا فهو أعدل من أن يثني على عبده (31) وما أنتم بمعجزين في الأرض فائتين ما قضى عليكم من المصائب وما لكم من دون الله من ولى يحرسكم عنها ولا نصير يدفعها عنكم (32) ومن آياته الجوار السفن الجارية في البحر كالاعلام كالجبال (33) إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره فيبقين ثوابت على ظهر البحر إن في ذلك لايات لكل صبار شكور لكل من وكل همته وحبس نفسه على النظر في آيات الله والتفكر في آلائه أو لكل مؤمن كامل الأيمان فإن الأيمان نصفان نصف صير ونصف شكر كما ورد في الحديث
(٣٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 372 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 ... » »»
الفهرست