التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ٣٣١
فقال قم بإذن الله فخرج منه رجل أبيض الرأس واللحية يمسح التراب عن رأسه وهو يقول الحمد لله والله أكبر فقال جبرئيل عد بإذن الله تعالى ثم انتهى به إلى قبر آخر فقال قم بإذن الله فخرج منه رجل مسود الوجه وهو يقول يا حسرتاه يا ثبوراه ثم قال له جبرئيل عد إلى ما كنت فيه بإذن الله عز وجل فقال يا محمد هكذا يحشرون يوم القيامة فالمؤمنون يقولون هذا القول وهؤلاء يقولون ما ترى (69) وأشرقت الأرض بنور ربها قيل بما أقام فيها من العدل سماه نورا لأنه يزين به البقاع ويظهر الحقوق كما سمي الظلم ظلمة ففي الحديث الظلم ظلمات يوم القيامة والقمي عن الصادق عليه السلام في هذه الآية قال رب الأرض إمام الأرض قيل فإذا خرج يكون ماذا قال إذا يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزؤون بنور الإمام عليه السلام وفي إرشاد المفيد عنه عليه السلام قال إذا قام قائمنا أشرقت الأرض بنور ربها واستغنى العباد عن ضوء الشمس ونور القمر وذهبت الظلمة ووضع الكتاب للحساب وجئ بالنبيين والشهداء القمي الشهداء الأئمة عليهم السلام والدليل على ذلك قوله تعالى في سورة الحج ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا أنتم يا معشر الأئمة شهداء على الناس وقضى بينهم بين العباد بالحق وهم لا يظلمون (70) ووفيت كل نفس ما عملت جزاؤه وهو أعلم بما يفعلون فلا يفوته شئ من أفعالهم (71) وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا أفواجا متفرقة بعضها في أثر بعض على تفاوت أقدامهم في الضلالة والشرارة حتى إذا جاؤها فتحت أبوابها ليدخلوها وقرئ بتخفيف التاء وقال لهم خزنتها تقريعا وتوبيخا ألم يأتكم رسل منكم من جنسكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين كلمة الله بالعذاب علينا وهو الحكم عليهم بالشقاوة وأنهم من أهل النار
(٣٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 ... » »»
الفهرست