التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٦٢
الصواعق فيصيب بها من يشاء فيهلكه وهم يجادلون في الله حيث يكذبون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسلم فيما يصفه من التفرد بالألوهية وإعادة الناس ومجازاتهم وهو شديد المحال أي المماحلة والمكايدة لأعدائه وقيل من المحل بمعنى القوة.
والقمي أي شديد الغضب وفي المجمع عن أمير المؤمنين عليه السلام شديد الأخذ.
وفي الأمالي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسلم بعث رجلا إلى فرعون من فراعنة العرب يدعوه إلى الله عز وجل فقال للرسول أخبرني عن الذي تدعوني إليه أمن فضة هو أم من ذهب أم من حديد فرجع إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسلم فأخبره بقوله فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسلم ارجع إليه فادعه قال يا نبي الله إنه أعتى من ذلك قال ارجع إليه فرجع إليه فقال كقوله فبينا هو يكلمه إذ رعدت سحابة رعدة فألقت على رأسه صاعقة ذهب بقحف رأسه فأنزل الله جل ثناؤه يرسل الصواعق الآية.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام إن الصواعق لا تصيب ذاكرا قيل وما الذاكر قال من قرأ مائة آية.
(14) له دعوة الحق فإنه يدعى فيستجيب والذين يدعون يدعوهم المشركون من دونه لا يستجيبون لهم بشئ من الطلبات إلا كباسط كفيه إلا استجابة كاستجابة من بسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه يطلب منه أن يبلغه من بعيد أو يغترف مع بسط كفيه ليشربه وما هو ببالغه لأن الماء جماد لا يشعر بدعائه ولا يقدر على إجابته ولا يستقر في الكف المبسوطة وكذلك آلهتهم.
القمي عن الباقر عليه السلام هذا مثل ضربه الله للذين يعبدون الأصنام والذين يعبدون الآلهة من دون الله فلا يستجيبون لهم بشئ ولا ينفعهم إلا كباسط كفيه إلى الماء ليتناوله من بعيد ولا يناله وما دعاء الكافرين إلا في ضلال في ضياع وبطلان.
(15) ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»
الفهرست