التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٦٧
الآية حين وافي رجلا استقصى حقه من أخيه وقال أتراهم يخافون أن يظلمهم أو يجور عليهم لا ولكنهم خافوا الاستقصاء والمداقة فسماه الله سوء الحساب فمن استقصى فقد أساء.
وفي المجمع والعياشي عنه عليه السلام أن تحسب عليهم السيئات وتحسب لهم الحسنات وهو الاستقصاء وفي مصباح الشريعة عنه عليه السلام لو لم يكن للحساب مهولة إلا حياء العرض على الله وفضيحة هتك الستر على المخفيات لحق للمرء أن لا يهبط من رؤس الجبال ولا يأوي إلى عمران ولا يأكل ولا يشرب ولا ينام إلا عن اضطرار متصل بالتلف.
(22) والذين صبروا على القيام بأوامر الله ومشاق التكاليف وعلى المصائب في النفوس والأموال وعن معاصي الله ابتغاء وجه ربهم طلبا لرضاه وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرؤن بالحسنة السيئة يدفعونها بها فيجازون الإساءة بالإحسان ويتبعون الحسنة السيئة فتمحوها.
القمي عن الصادق عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسلم لعلي عليه السلام يا علي ما من دار فيها قرحة إلا تبعها ترحة [نوحة خ ل] وما من هم إلا وله فرج إلا هم أهل النار إذا عملت سيئة فأتبعها بحسنة تمحها سريعا وعليك بصنائع الخير فإنها تدفع مصاريع السوء وإنما قال رسول الله صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام على حد تأديب الناس لا بأن لأمير المؤمنين عليه السلام سيئات عملها أولئك لهم عقبى الدار عاقبة الدار وما ينبغي أن يكون مآل أهلها وهي الجنة.
(23) جنات عدن يدخلونها العدن الإقامة أي جنات يقيمون فيها وقد مضى في شأنها أخبار في سورة التوبة ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذريتهم يلحق بهم من صلح منهم وإن لم يبلغ مبلغ فضلهم تبعا لهم وتعظيما لشأنهم وليكونوا مسرورين بهم آنسين بصحبتهم.
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»
الفهرست