بالغدو والآصال العشي القمي عن الباقر عليه السلام أما من يسجد من أهل السماوات طوعا فالملائكة يسجدون لله طوعا ومن يسجد من أهل الأرض فمن ولد في الإسلام فهو يسجد له طوعا وأما من يسجد له كرها فمن جبر على الإسلام وأما من لم يسجد فظله يسجد بالغداة والعشي.
والقمي قال تحويل كل ظل خلقه الله هو سجود لله لأنه ليس شئ إلا له ظل يتحرك بتحريكه وتحويله سجوده ذكره في سورة النحل وقيل أريد بالظل الجسد وإن ما يقال للجسم الظل لأنه عنه الظل ولأنه ظل للروح لأنه ظلماني والروح نوراني وهو تابع له يتحرك بحركته النفسانية ويسكن بسكونه النفساني.
القمي قال ظل المؤمن يسجد طوعا وظل الكافر يسجد كرها وهو نموهم وحركتهم وزيادتهم ونقصانهم.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام في قوله وظلالهم بالغدو والآصال قال هو الدعاء قبل طلوع الشمس وقبل غروبها وهي ساعة إجابة وفي نهج البلاغة فتبارك الذي يسجد له من في السماوات والأرض طوعا وكرها ويعفر له خدا ووجها ويلقي بالطاعة إليه سلما وضعفا ويعطي القياد (1) رهبة وخوفا قال وسجدت له بالغدو والآصال الأشجار.
أقول: كما يجوز أن يراد بكل من السجود والظل والغدو والآصال معناه المعروف كذلك يجوز أن يراد بالسجود الانقياد وبالظل الجسد وبالغدو والآصال الدوام ويجوز أيضا أن يراد بكل منها ما يشمل كلا المعنيين فيكون في كل شئ بحسبه وعلى ما يليق به وبهذا تتلايم الروايات والأقوال ويأتي لهذا المعنى زيادة بيان في سورة النحل إن شاء الله.
(16) قل من رب السماوات والأرض خالقهما ومتولي أمرهما [أمورهما خ ل]