التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٣٥٦
أقول ويأتي تأويل هذا الحديث في سورة الرحمن.
والقمي عن الباقر عليه السلام لما نزلت هذه الآية وجد منها أهل مكة وجدا شديدا فدخل عليهم عبد الله بن الزبعرى وكفار قريش يخوضون في هذه الآية فقال ابن الزبعرى أتكلم محمد صلى الله عليه وآله بهذه الآية قالوا نعم قال ابن الزبعرى لئن اعترف بها لأخصمنه فجمع بينهما فقال يا محمد أرأيت الآية التي قرأت آنفا فينا وفي آلهتنا خاصة أم في الأمم وآلهتهم قال بلى فيكم وفي آلهتكم وفي الأمم وآلهتهم إلا من استثنى الله فقال ابن الزبعرى خصمتك والله ألست تثني على عيسى عليه السلام خيرا وقد عرفت أن النصارى يعبدون عيسى وأمه وأن طائفة من الناس يعبدون الملائكة أفليس هؤلاء مع الآلهة في النار فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لا فضجت قريش وضحكوا قالت قريش خصمك ابن الزبعرى فقال رسول الله صلى الله عليه وآله قلتم الباطل أما قلت إلا من استثنى الله وهو قوله إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون إلى قوله أنفسهم خالدون.
(101) إن الذين سبقت لهم منا الحسنى الخصلة الحسنى أولئك عنها مبعدون.
القمي يعني الملائكة وعيسى بن مريم عليه السلام.
(102) لا يسمعون حسيسها صوتها الذي يحس به وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون.
(103) لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون في الدنيا.
في المجالس عن النبي صلى الله عليه وآله إنه قال لعلي عليه السلام يا علي أنت وشيعتك على الحوض تسقون من أحببتم وتمنعون من كرهتم وأنتم الآمنون يوم الفزع الأكبر في ظل العرش يفزع الناس ولا تفزعون ويحزن الناس ولا تحزنون وفيكم نزلت هذه الآية إن الذين سبقت لهم منا الحسنى الآية وفيكم نزلت لا يحزنهم الفزع الأكبر الآية.
(٣٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 ... » »»
الفهرست