الظالمين قيل أي لنفسي بالمبادرة إلى المهاجرة.
وفي العيون عن الرضا عليه السلام إنه سئل عن هذه الآية فقال ذاك يونس بن متي ذهب مغاضبا لقومه فظن بمعنى استيقن أن لن نقدر عليه أي لن نضيق عليه رزقه ومنه قول الله عز وجل وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه أي ضيق عليه وقتر فنادى في الظلمات ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين بتركي مثل هذه العبادة التي قد فرغتني لها في بطن الحوت فاستجاب الله وقال عز وجل فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون.
وفي رواية أخرى عنه عليه السلام بعد تفسير لن نقدر بما ذكر ولو ظن أن الله لا يقدر عليه لكان قد كفر.
والقمي عن الباقر عليه السلام في قوله وذا النون إذ ذهب مغاضبا يقول من أعمال قومه فظن أن لن نقدر عليه يقول ظن أن لن نعاقب بما صنع.
وعن الصادق عليه السلام إنه سئل ما كان سببه حتى ظن أن لن نقدر عليه قال وكله الله إلى نفسه طرفة عين.
وعن النبي صلى الله عليه وآله إنما وكل الله يونس بن متي إلى نفسه طرفة عين فكان منه ما كان.
وعن الصادق عليه السلام بعد ما ذكر من قصة يونس ما سبق في سورته قال فغضب يونس وفر على وجهه مغاضبا لله كما حكى الله عنه حتى إنتهى إلى ساحل البحر فإذا سفينة قد شحنت الحديث. ويأتي تمامه في سورة الصافات إن شاء الله ويذكر فيه ما دعاه إلى ندائه في الظلمات.
(88) فاستجبنا له ونجيناه من الغم بأن قذفه الحوت إلى الساحل وأنبت الله عليه شجرة من يقطين وكذلك ننجي المؤمنين من عموم دعوا الله فيها بالإخلاص وقرء بنون واحدة وتشديد الجيم.
في الفقيه والخصال عن الصادق عليه السلام عجبت لمن يفزع من أربع كيف