التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٢٧٩
فدعا بدعوات ثم قال إنها والله النخلة التي قال الله جل ذكره لمريم عليها السلام وهزي إليك الآية.
(26) فكلي واشربي من الرطب وماء السري وقري عينا وطيبي نفسك وارفضي عنها ما أحزنك فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما صمتا.
القمي وقال لها عيسى عليه السلام كلي واشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما وصمتا كذا نزلت.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام إن الصيام ليس من الطعام والشراب وحده ثم قال قالت مريم إني نذرت للرحمن صوما أي صمتا فإذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم وغضوا أبصاركم الحديث فلن أكلم اليوم إنسيا ولعله لكراهة المجادلة والاكتفاء بكلام عيسى عليه السلام فإنه قاطع في قطع الطاعن.
(27) فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا بديعا منكرا.
القمي ففقدوها في المحراب فخرجوا في طلبها وخرج خالها زكريا فأقبلت وهو في صدرها وأقبلن مؤمنات بني إسرائيل يبزقن في وجهها فلم تكلمهن حتى دخلت في محرابها فجاء إليها بنو إسرائيل فقالوا لها يا مريم لقد جئت شيئا فريا.
(28) يا أخت هارون.
في المجمع عن المغيرة بن شعبة مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وآله إن هارون هذا كان رجلا صالحا في بني إسرائيل ينسب إليه كل من عرف بالصلاح.
وفي سعد السعود لابن طاووس رحمه الله عنه عليه السلام مرفوعا أن النبي صلى الله عليه وآله بعثه إلى نجران فقالوا ألستم تقرؤون يا أخت هارون وبينهما كذا وكذا فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وآله فقال ألا قلت أنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين منهم.
والقمي إن هارون كان رجلا فاسقا زانيا فشبهوها به ما كان أبوك امرء سوء وما كانت أمك بغيا.
(29) فأشارت إليه إلى عيسى عليه السلام أي كلموه ليجيبكم قالوا كيف نكلم من كان
(٢٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 ... » »»
الفهرست