التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٢٧٢
سورة مريم هي مكية بالإجماع عدد آيها هي ثمان وتسعون آية بسم الله الرحمن الرحيم (1) كهيعص في الإكمال عن الحجة القائم عليه السلام في حديث أنه سئل من تأويلها فقال هذه الحروف من أنباء الغيب اطلع الله عبده زكريا عليها ثم قصها على محمد صلى الله عليه وآله وذلك أن زكريا سأل ربه أن يعلمه أسماء الخمسة فاهبط الله عليه جبرئيل فعلمه إياها فكان زكريا إذا ذكر محمدا وعليا وفاطمة والحسن عليهم السلام سرى عنه همه وانجلى كربه وإذا ذكر الحسين عليه السلام خنقته العبرة ووقعت عليه البهرة فقال ذات يوم إلهي ما بالي إذا ذكرت أربعا منهم تسليت بأسمائهم من همومي وإذا ذكرت الحسين عليه السلام تدمع عيني وتثور زفرتي فأنبأه تبارك وتعالى عن قصته فقال كهيعص فالكاف اسم كربلا والهاء هلاك العترة والياء يزيد لعنه الله وهو ظالم الحسين عليه السلام والعين عطشه والصاد صبره فلما سمع بذلك زكريا عليه السلام لم يفارق مسجده ثلاثة أيام ومنع فيها الناس من الدخول عليه وأقبل على البكاء والنحيب وكانت ندبته إلهي أتفجع خير خلقك بولده أتنزل بلوى هذه الرزية بفنائه إلهي أتلبس عليا وفاطمة عليهما السلام ثياب هذه المصيبة إلهي أتحل كرب هذه الفجيعة بساحتهما ثم كان يقول إلهي ارزقني ولدا تقر به عيني عند الكبر واجعله وارثا وصيا واجعل محله مني محل الحسين عليه السلام فإذا رزقتنيه فافتني بحبه ثم افجعني به كما تفجع محمدا صلى الله عليه وآله حبيبك بولده فرزقه الله يحيى عليه السلام وفجعه به وكان حمل يحيى عليه السلام ستة أشهر وحمل الحسين عليه السلام كذلك.
(٢٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 ... » »»
الفهرست