التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٢٦٩
إلي أنما إلهكم إله واحد.
في الاحتجاج وتفسير الإمام عليه السلام في سورة البقرة قال عليه السلام في هذه الآية يعني قل لهم أنا في البشرية مثلكم ولكن ربي خصني بالنبوة دونكم كما يخص بعض البشر بالغني والصحة والجمال دون بعض البشر فلا تنكروا أن يخصني أيضا بالنبوة فمن كان يرجوا لقاء ربه يؤمن بأنه مبعوث.
كذا في التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام فليعمل عملا صالحا خالصا لله ولا يشرك بعبادة ربه أحدا القمي فهذا الشرك شرك رياء.
وعن الباقر عليه السلام سئل رسول الله صلى الله عليه وآله عن تفسير هذه الآية فقال من صلى مراياة الناس فهو مشرك ومن زكى مراياة الناس فهو مشرك ومن صام مراياة الناس فهو مشرك ومن حج مراياة الناس فهو مشرك ومن عمل عملا مما أمره الله مراياة الناس فهو مشرك ولا يقبل الله عز وجل عمل مرائي.
وفي الكافي عنه عليه السلام في هذه الآية الرجل يعمل شيئا من الثواب لا يطلب به وجه الله إنما يطلب تزكية الناس يشتهي أن يسمع به الناس فهذا الذي أشرك بعبادة ربه ثم قال ما من عبد أسر خيرا فذهبت الأيام أبدا حتى يظهر الله له خيرا وما من عبد يسر شرا فذهبت الأيام حتى يظهر الله له شرا.
وعنه عليه السلام أنه سئل عن الرجل يعمل الشئ من الخير فيراه إنسان فيسره ذلك قال لا بأس ما من أحد إلا ويحب أن يظهر له في الناس الخير إذا لم يصنع ذلك لذلك.
وعن الرضا عليه السلام إنه كان يتوضأ للصلاة فأراد رجل أن يصب الماء على يديه فأبى وقرأ هذه الآية وقال وها انا ذا أتوضأ للصلاة وهي العبادة فأكره أن يشركني فيها أحد.
أقول: وهذا تفسير آخر للآية ولعله تنزيه وذلك تحريم.
والعياشي عن الصادق عليه السلام أنه سئل عن تفسير هذه الآية فقال من صلى
(٢٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 ... » »»
الفهرست