التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٢٧٧
متعلق بأعوذ فيكون مبالغة.
(19) قال إنما أنا رسول ربك الذي استعذت به لاهب لك غلاما لأكون سببا في هبته بالنفخ في الدرع وقرئ ليهب بالياء زكيا طاهرا من الذنوب أو ناميا على الخير.
(20) قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم يباشرني رجل بالحلال فإن هذه الكنايات إنما تطلق فيه ولم أك بغيا زانية.
(21) قال كذلك قال ربك هو على هين ولنجعله أي ونفعل ذلك فنجعله أو لنبين به قدرتنا ولنجعله آية للناس علامة لهم وبرهانا على كمال قدرتنا ورحمة منا على العباد يهتدون بارشاده وكان أمرا مقضيا تعلق به قضاء الله في الأزل.
(22) فحملته بأن نفخ في جيب مدرعتها (1) فدخلت النفخة في جوفها.
القمي قال فنفخ في جيبها فحملت بعيسى عليه السلام بالليل فوضعته بالغداة وكان حملها تسع ساعات جعل الله لها الشهور ساعات.
وفي المجمع عن الباقر عليه السلام أنه تناول جيب مدرعتها فنفخ فيه نفخة فكمل الولد في الرحم من ساعته كما يكمل الولد في أرحام النساء تسعة أشهر فخرجت من المستحم وهي حامل محجح! مثقل فنظرت إليها خالتها فأنكرتها ومضت مريم على وجهها مستحية من خالتها ومن زكريا.
وعن الصادق عليه السلام كانت مدة حملها تسع ساعات.
وفي الكافي عنه عليه السلام إن مريم حملت بعيسى تسع ساعات كل ساعة شهر.
أقول: يعني بمنزلة شهر فانتبذت به فاعتزلت وهو في بطنها مكانا قصيا بعيدا من أهلها.
في التهذيب عن السجاد عليه السلام خرجت من دمشق حتى أتت كربلاء فوضعته في موضع قبر الحسين عليه السلام ثم رجعت من ليلتها.

1 - المدرعة - كمكنسة -: ثوب كالدراعة ولا يكون الا من صوف.
(٢٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»
الفهرست