التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٢٦١
أن يبلغ المشرق والمغرب فقال سخر الله له السحاب ويسر له الأسباب وبسط له النور وكان الليل والنهار عليه سواء وزاد في الخرايج أنه رأى في المنام كأنه دنا من الشمس حتى أخذ بقرنها في شرقها وغربها فلما قص رؤياه على قومه وعرفهم سموه ذا القرنين فدعاهم إلى الله فأسلموا الحديث.
(84) إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شئ أراده وتوجه إليه سببا قيل وصلة توصله إليه من العلم والقدرة والآلة.
والقمي عن أمير المؤمنين عليه السلام أي دليلا.
(85) فأتبع سببا أي فأراد بلوغ المغرب فاتبع سببا يوصله إليه وقرئ بقطع الهمزة مخففة التاء.
(86) حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ذات حماة وهي الطين الأسود وقرئ حامية أي حارة ويحتمل أن تكون جامعة للوصفين قيل لعله بلغ ساحل البحر المحيط فرآها كذلك إذ لم يكن في مطمح بصره غير الماء ولذلك قال وجدها تغرب ولم يقل كانت تغرب.
والعياشي عن أمير المؤمنين عليه السلام في عين حامية في بحر دون المدينة التي تلي مما يلي المغرب يعني جابلقا.
وعنه عليه السلام لما انتهى مع الشمس إلى العين الحامية وجدها تغرب فيها ومعها سبعون ألف ملك يجرونها بسلاسل الحديد والكلاليب يجرونها من قعر البحر في قطر الأرض الأيمن كما تجري السفينة على ظهر الماء ووجد عندها عند تلك العين قوما ناسا كفرة قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب أي بالقتل على كفرهم وإما أن تتخذ فيهم حسنا بإرشادهم وتعليمهم الشرايع.
(87) قال أما من ظلم أي أدعوهم إلى الأيمان أولا فأما من دعوته فظلم نفسه بالأصرار على كفره فسوف نعذبه بعذاب الدنيا ثم يرد إلى ربه في مرجعه فيعذبه عذابا نكرا عذابا منكرا لم يعهد مثله في الآخرة.
(٢٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 ... » »»
الفهرست