التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٢١٤
في الكافي عن الصادق عليه السلام النية أفضل من العمل ألا وإن النعمة هي العمل ثم تلا قل كل يعمل على شاكلته يعني على نيته.
وفيه والعياشي عنه عليه السلام إنما خلد أهل النار في النار لأن نياتهم كانت في الدنيا أن لو خلدوا فيها أن يعصوا الله أبدا وإنما خلد أهل الجنة في الجنة لأن نياتهم كانت في الدنيا أن لو بقوا فيها أن يطيعوا الله أبدا فبالنيات خلد هؤلاء وهؤلاء ثم تلا قل كل يعمل على شاكلته.
وفي الفقيه والتهذيب والعياشي عنه عليه السلام إنه سئل عن الصلاة في البيع والكنايس فقال صل فيها قلت أصلي فيها وإن كانوا يصلون فيها قال نعم أما تقرأ القرآن قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا صل إلى القبلة ودعهم.
(85) ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربى.
في الكافي والقمي عن الصادق عليه السلام إنه سئل عن هذه الآية فقال خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو مع الأئمة عليهم السلام وهو من الملكوت.
والعياشي عنه عليه السلام أنه سئل عنها فقال خلق عظيم أعظم من جبرئيل وميكائيل لم يكن مع أحد ممن مضى غير محمد صلى الله عليه وآله ومع الأئمة يسددهم وليس كلما طلب وجد وعنهما عليهما السلام في هذه الآية إنما الروح خلق من خلقه له نصر وقوة وتأييد يجعله في قلوب المؤمنين والرسل وعن أحدهما عليهما السلام في هذه الآية سئل ما الروح قال التي في الدواب والناس قيل وما هي قال هي من الملكوت من القدرة.
أقول: قد سبق تمام الكلام في معنى الروح في سورة الحجر فلا نعيده وما ذكر في الأخبار أخبار عما يتميز به عن غيره وما أبهم في الآية حقيقته فلا منافاة وما أوتيتم من العلم إلا قليلا.
(٢١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 ... » »»
الفهرست