التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٩٦
(10) في قلوبهم مرض: قيل نفاق وشك وذلك لأن قلوبهم تغلي على النبي والوصي والمؤمنين حقدا وحسدا وغيظا وحنقا وفي تنكير المرض وإيراد الجملة ظرفية إشارة إلى استقراره ورسوخه وإلا لقال قلوبهم مرضى.
فزادهم الله مرضا: بحيث تاهت له قلوبهم.
ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون.
أقول: أي عذاب مؤلم يبلغ إيجاعه غاية البلوغ بسبب كذبهم أو تكذيبهم على اختلاف القراءة فان وصف العذاب بالأليم إنما يكون للمبالغة وهو العذاب المعد للمنافقين وهو أشد من عذاب الكافرين لأن المنافقين في الدرك الأسفل من النار.
(11) وإذا قيل لا تفسدوا في الأرض: باظهار النفاق لعباد الله المستضعفين فتشوشوا عليهم دينهم وتحيروهم في مذاهبهم.
قالوا إنما نحن مصلحون: لأنا لا نعتقد دينا فنرضى محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) في الظاهر ونعتق أنفسنا من رقه في الباطن وفي هذا صلاح حالنا.
(12) ألا إنهم هم المفسدون: بما يفعلون في أمور أنفسهم لأن الله يعرف نبيه نفاقهم فهو يلعنهم ويأمر المسلمين بلعنهم ولا يثق بهم أيضا أعداء المؤمنين لأنهم يظنون أنهم ينافقونهم أيضا كما ينافقون المؤمنين فلا يرتفع لهم عندهم منزلة ولهذا رد عليهم أبلغ رد (1).
ولكن لا يشعرون.
(13) وإذا قيل لهم: قال لهم خيار المؤمنين:
آمنوا: قيل هو من تمام النصح والإرشاد فان كمال الايمان إنما هو

(1) وما روته العامة أن سلمان (رضي الله عنه) قال: إن أهل هذه الآية لم يأتوا بعد فلعله أراد أن الأصل فيها المسمون زورا بخلفاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهم لم يأتوا بإفسادهم بعد هذا كان قوله هذا قبل وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وإلا فأراد به أن أهلها ليس الذين كانوا فقط بل وسيكون من بعد أو من حاله حالهم. منه قدس سره.
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 نبذة من حياة المؤلف 2
2 ديباجة الكتاب 7
3 المقدمة الأولى: في نبذة مما جاء في الوصية بالتمسك بالقرآن وفي فضله 15
4 المقدمة الثانية: في نبذة مما جاء في أن علم القرآن كله إنما هو عند أهل البيت (عليهم السلام) 19
5 المقدمة الثالثة: في نبذة مما جاء في أن جل القرآن إنما نزل فيهم وفي أوليائهم وفي أعدائهم وبيان سر ذلك 24
6 المقدمة الرابعة: في نبذة مما جاء في معاني وجوه الآيات وتحقيق القول في المتشابه وتأويله 29
7 المقدمة الخامسة: في نبذة مما جاء في المنع من تفسير القرآن بالرأي والسر فيه 35
8 المقدمة السادسة: في نبذة مما جاء في جمع القرآن وتحريفه وزيادته ونقصه وتأويله ذلك 40
9 المقدمة السابعة: في نبذة مما جاء في أن القرآن تبيان كل شئ وتحقيق معناه 56
10 المقدمة الثامنة: في نبذة مما جاء في أقسام الآيات واشتمالها على البطون والتأويلات وأنواع اللغات والقراءات والمعتبرة منها 59
11 المقدمة التاسعة: في نبذة مما جاء في زمان نزول القرآن وتحقيق ذلك 64
12 المقدمة العاشرة: في نبذة مما جاء في تمثل القرآن لأهله يوم القيامة 67
13 المقدمة الحادية عشرة: في نبذة مما جاء في كيفية التلاوة وآدابها 70
14 المقدمة الثانية عشرة: في بيان ما اصطلحنا عليه في التفسير 75
15 تفسير الاستعاذة 79
16 سورة الفاتحة وهي سبع آيات 80
17 سورة البقرة وهي 286 آية 90
18 سورة آل عمران وهي 200 آية 315
19 سورة النساء وهي 177 آية 413