التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٥١٣
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يقع عليه السهو فقال كذبوا لعنهم الله ان الذي لا يسهو هو الله الذي لا إله إلا هو قيل وفيهم قوم يزعمون أن الحسين بن علي (صلوات الله عليهما) لم يقتل وأنه القي شبهه على حنظلة بن سعد الشامي وأنه رفع إلى السماء كما رفع عيسى بن مريم (عليه السلام) ويحتجون بهذه الآية ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا فقال كذبوا عليهم غضب الله ولعنته وكفروا بتكذيبهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في أخباره بأن الحسين (عليه السلام) سيقتل والله لقد قتل الحسين بن علي (صلوات الله عليهما) وقتل من كان خيرا من الحسين أمير المؤمنين والحسن بن علي (عليهما السلام) وما منا الا مقتول واني والله لمقتول باغتيال (1) من يغتالني أعرف ذلك بعهد معهود إلي من رسول الله أخبره به جبرئيل عن رب العالمين فاما قوله عز وجل ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا فإنه يقول لن يجعل الله لكافر على مؤمن حجة ولقد أخبر الله تعالى عن كفار قتلوا نبيين بغير حق ومع قتلهم إياهم لن يجعل الله لهم على أنبيائه سبيلا من طريق الحجة.
(142) إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم مضى تفسيره في أول سورة البقرة وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى متثاقلين كالمكره على الفعل وقرئ كسالى بالفتح يراؤون الناس ليخالوهم مؤمنين ولا يذكرون الله إلا قليلا إذ المرائي لا يفعل إلا بحضرة من يرائيه.
في الكافي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) من ذكر الله في السر فقد ذكر الله كثيرا ان المنافقين كانوا يذكرون الله علانية ولا يذكرونه في السر فقال الله عز وجل يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا.
(143) مذبذبين بين ذلك مرددين بين الإيمان والكفر من الذبذبة وهو جعل الشئ مضطربا وأصله الذب بمعنى الطرد وقرئ بكسر الذال بمعنى يذبذبون قلوبهم أو دينهم لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء لا يصيرون إلى المؤمنين بالكلية ولا إلى الكافرين كذلك يظهرون الإيمان كما يظهره المؤمنون ولكن لا يضمرونه كما يضمرون

(1) غاله الشئ واغتاله إذا أخذه من حيث لم يدر إلى أن قال واغتاله قتله غيلة (ص).
(٥١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 508 509 510 511 512 513 514 515 516 517 518 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 نبذة من حياة المؤلف 2
2 ديباجة الكتاب 7
3 المقدمة الأولى: في نبذة مما جاء في الوصية بالتمسك بالقرآن وفي فضله 15
4 المقدمة الثانية: في نبذة مما جاء في أن علم القرآن كله إنما هو عند أهل البيت (عليهم السلام) 19
5 المقدمة الثالثة: في نبذة مما جاء في أن جل القرآن إنما نزل فيهم وفي أوليائهم وفي أعدائهم وبيان سر ذلك 24
6 المقدمة الرابعة: في نبذة مما جاء في معاني وجوه الآيات وتحقيق القول في المتشابه وتأويله 29
7 المقدمة الخامسة: في نبذة مما جاء في المنع من تفسير القرآن بالرأي والسر فيه 35
8 المقدمة السادسة: في نبذة مما جاء في جمع القرآن وتحريفه وزيادته ونقصه وتأويله ذلك 40
9 المقدمة السابعة: في نبذة مما جاء في أن القرآن تبيان كل شئ وتحقيق معناه 56
10 المقدمة الثامنة: في نبذة مما جاء في أقسام الآيات واشتمالها على البطون والتأويلات وأنواع اللغات والقراءات والمعتبرة منها 59
11 المقدمة التاسعة: في نبذة مما جاء في زمان نزول القرآن وتحقيق ذلك 64
12 المقدمة العاشرة: في نبذة مما جاء في تمثل القرآن لأهله يوم القيامة 67
13 المقدمة الحادية عشرة: في نبذة مما جاء في كيفية التلاوة وآدابها 70
14 المقدمة الثانية عشرة: في بيان ما اصطلحنا عليه في التفسير 75
15 تفسير الاستعاذة 79
16 سورة الفاتحة وهي سبع آيات 80
17 سورة البقرة وهي 286 آية 90
18 سورة آل عمران وهي 200 آية 315
19 سورة النساء وهي 177 آية 413