التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٥٠٩
في مصباح الشريعة قال الصادق (عليه السلام) في هذه الآية قد جمع الله ما يتواصى (1) به المتواصون من الأولين والآخرين في خصلة واحدة وهي التقوى وفيه جماع كل عبادة صالحة وبه وصل من وصل إلى الدرجات العلى وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات وما في الأرض مالك الملك كله لا يتضرر بكفرانكم وعصيانكم كما لا ينتفع بشكركم وتقواكم وإنما وصاكم لرحمته لا لحاجته وكان الله غنيا عن الخلق وعباداتهم حميدا في ذاته حمد أو لم يحمد.
(132) ولله ما في السماوات وما في الأرض كل يدل بحاجته على غناه وبما فاض عليه من الوجود والكمال على كونه حميدا وكفى بالله وكيلا حافظا للجميع لا يعزب عنه مثقال ذرة فيهما وقيل راجع إلى قوله يغن الله كلا من سعته فإنه يوكل بكفايتهما وما بينهما تقرير لذلك.
(133) إن يشأ يذهبكم يفنكم أيها الناس ويأت بآخرين ويوجد قوما آخرين مكانكم وكان الله على ذلك من الإعدام والإيجاد قديرا بليغ القدرة لا يعجزه مراد.
في المجمع ويروى أنه لما نزلت هذه الآية ضرب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يده على ظهر سلمان رضي الله عنه وقال هم قوم هذا يعني عجم الفرس.
(134) من كان يريد ثواب الدنيا كمن يجاهد للغنيمة فعند الله ثواب الدنيا والآخرة فليطلب الثوابين جميعا من عند الله وما باله يكتفي بأخسهما ويدع أشرفهما على أنه لو طلب الأشرف لم يخطئه الأخس.
في الكافي والخصال عن الصادق عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين (صلوات الله عليهم) قال كانت الحكماء والفقهاء إذا كاتب بعضهم بعضا كتبوا بثلاث ليس معهن رابعة من كانت الآخرة همته كفاه الله همته من الدنيا ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته ومن أصلح فيما بينه وبين الله أصلح الله فيما بينه وبين الناس.
وفي الفقيه عن الصادق (عليه السلام) الدنيا طالبة ومطلوبة فمن طلب الدنيا طلبه

(1) تواصى القوم أي أوصى بعضهم بعضا (ص).
(٥٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 504 505 506 507 508 509 510 511 512 513 514 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 نبذة من حياة المؤلف 2
2 ديباجة الكتاب 7
3 المقدمة الأولى: في نبذة مما جاء في الوصية بالتمسك بالقرآن وفي فضله 15
4 المقدمة الثانية: في نبذة مما جاء في أن علم القرآن كله إنما هو عند أهل البيت (عليهم السلام) 19
5 المقدمة الثالثة: في نبذة مما جاء في أن جل القرآن إنما نزل فيهم وفي أوليائهم وفي أعدائهم وبيان سر ذلك 24
6 المقدمة الرابعة: في نبذة مما جاء في معاني وجوه الآيات وتحقيق القول في المتشابه وتأويله 29
7 المقدمة الخامسة: في نبذة مما جاء في المنع من تفسير القرآن بالرأي والسر فيه 35
8 المقدمة السادسة: في نبذة مما جاء في جمع القرآن وتحريفه وزيادته ونقصه وتأويله ذلك 40
9 المقدمة السابعة: في نبذة مما جاء في أن القرآن تبيان كل شئ وتحقيق معناه 56
10 المقدمة الثامنة: في نبذة مما جاء في أقسام الآيات واشتمالها على البطون والتأويلات وأنواع اللغات والقراءات والمعتبرة منها 59
11 المقدمة التاسعة: في نبذة مما جاء في زمان نزول القرآن وتحقيق ذلك 64
12 المقدمة العاشرة: في نبذة مما جاء في تمثل القرآن لأهله يوم القيامة 67
13 المقدمة الحادية عشرة: في نبذة مما جاء في كيفية التلاوة وآدابها 70
14 المقدمة الثانية عشرة: في بيان ما اصطلحنا عليه في التفسير 75
15 تفسير الاستعاذة 79
16 سورة الفاتحة وهي سبع آيات 80
17 سورة البقرة وهي 286 آية 90
18 سورة آل عمران وهي 200 آية 315
19 سورة النساء وهي 177 آية 413