المدينة لا متار لأهلي طعاما قال هل لك أن تمر بحمراء الأسد وتلقى أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وتعلمهم أن حلفاءنا وموالينا قد وافونا أتونا من الأحابيش (1) حتى يرجعوا عنا ولك عندي عشرة قلايص املأها تمرا وزبيبا قال نعم فوافى من غد ذلك اليوم حمراء الأسد فقال لأصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) أين تريدون قالوا قريشا قال ارجعوا ان قريشا قد اجتمعت إليهم حلفاؤهم ومن كان تخلف عنهم وما أظن إلا وأوائل خيلهم يطلعون عليكم الساعة فقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ما نبالي فنزل جبرئيل على رسول فقال ارجع يا محمد فان الله قد أرعب قريشا ومروا لا يلوون على شئ فرجع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المدينة وأنزل الله الذين استجابوا لله والرسول الآيات.
(173) الذين قال لهم الناس يعني نعيم بن مسعود الأشجعي كذا في المجمع عنهما (عليهم السلام) إن الناس قد جمعوا لكم يعني أبا سفيان أصحابه فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل.
في المجمع عن الباقر (عليه السلام) أنها نزلت في غزوة بدر الصغرى وذلك أن أبا سفيان قال يوم أحد حين أراد أن ينصرف يا محمد موعدنا بيننا وبينك موسم بدر الصغرى القابل إن شئت فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك بيننا وبينك فلما كان عام المقبل خرج أبو سفيان في أهل مكة حتى نزل مجنة (2) من ناحية مر (3) الظهران ثم القى الله عليه الرعب فبدا له في الر جوع فلقي نعيم بن مسعود الأشجعي وقد قدم معتمرا فقال له أبو سفيان اني واعدت محمدا أن نلتقي موسم بدر الصغرى وان هذه عام جدب ولا يصلحنا إلا عام نرعى فيه الشجر ونشرب فيه اللبن وقد بدا لي أن لا اخرج إليها وأكره أن يخرج محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا أخرج أنا