وذريته من قتل في ولايته قتل في سبيل الله ومن مات في ولايته مات في سبيل الله وقد سبق حديث في الفرق بين الموت والقتل عند تفسير قوله أفإن مات أو قتل انقلبتم من هذه السورة.
(159) فبما رحمة من الله لنت لهم ما مزيدة للتأكيد بلغ لينه لهم إلى أن اغتم لهم بعد أن خالفوه ولو كنت فظا سئ الخلق جافيا غليظ القلب قاسية لانفضوا من حولك لتفرقوا عنك ولم يسكنوا إليك فاعف عنهم فيما يختص بك واستغفر لهم فيما لله وشاورهم في الأمر في أمر الحرب وغيره مما يصح أن يشاور فيه استظهارا برأيهم وتطييبا لنفوسهم وتمهيدا لسنة المشاورة للأمة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا وحدة أوحش من العجب ولا مظاهرة أوثق من المشاورة.
وفي نهج البلاغة من استبد برأيه هلك ومن شاور الرجال شاركها في عقولها، وفيه الاستشارة عين الهداية وقد خاطر (1) من استغنى برأيه.
وفي الخصال عن الصادق (عليه السلام) وشاور في أمرك الذين يخشون الله.
والعياشي كتب الجواد إلى علي بن مهزيار ان سل فلانا أن يشير (2) علي ويتخير لنفسه فهو يعلم ما يجوز في بلده وكيف يعامل السلاطين فان المشاورة مباركة قال الله تعالى لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) في محكم كتابه وتلا هذه الآية قال وشاورهم في الأمر يعني الاستخارة فإذا عزمت فإذا وطنت نفسك على شئ بعد الشورى فتوكل على الله في امضاء أمرك على ما هو أصلح لك فإنه لا يعلمه سواه، وروت العامة عن الصادق (عليه السلام) فإذا عزمت بضم التاء اي فإذا عزمت لك ووفقتك وأرشدتك إن الله يحب المتوكلين فينصرهم ويهديهم إلى الصلاح.
(160) إن ينصركم الله كما نصركم يوم بدر فلا غالب لكم فلا أحد يغلبكم