من الفريقين مقلد بلا حجة وهم يتلون الكتاب ولا يتأملونه ليعلموا بما يوجبه فيتخلصوا من الضلالة كذلك قال الذين لا يعلمون الحق ولم ينظروا فيه من حيث أمره الله مثل قولهم يكفر بعضهم بعضا فالله يحكم بينهم بين الفريقين يوم القيمة فيما كانوا فيه يختلفون في الدنيا يبين ضلالتهم وفسقهم ويجازي كل واحد منهم بقدر استحقاقه قال (عليه السلام) قال الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) إنما نزلت لأن قوما من اليهود وقوما من النصارى جاؤوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالوا يا محمد اقض بيننا فقال (عليه السلام) قصوا علي قصتكم فقالت اليهود نحن المؤمنون بالله الواحد الحكيم وأولياؤه وليست النصارى على شئ من الدين والحق وقالت النصارى بل نحن المؤمنون بالله الواحد الحكيم وأولياؤه وليست هؤلاء اليهود على شئ من الحق والدين فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كلكم مخطئون مبطلون فاسقون عن دين الله وأمره فقالت اليهود وكيف نكون كافرين وفينا كتاب الله التوراة نقرؤه وقالت النصارى وكيف نكون كافرين وفينا كتاب الله الإنجيل نقرؤه فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنكم خالفتم أيها اليهود والنصارى كتاب الله ولم تعملوا به فلو كنتم عاملين بالكتابين لما كفر بعضكم بعضا بغير حجة لأن كتب الله أنزلها شفاء من العمى وبيانا من الضلالة تهدي العالمين بها إلى صراط مستقيم وكتاب الله إذا لم تعملوا به كان وبالا عليكم وحجة الله إذا لم تنقادوا لها كنتم لله عاصين ولسخطه متعرضين ثم أقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على اليهود فقال: احذروا أن ينالكم لخلاف أمر الله وخلاف كتابه ما أصاب أوائلكم الذين قال الله فيهم: * (فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء). * (114) ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه هي مساجد خيار المؤمنين بمكة منعوهم من التعبد فيها بأن ألجأوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الخروج عن مكة، وفي المجمع عن الصادق (عليه السلام) والقمي انهم قريش حين منعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دخول مكة والمسجد الحرام وعن زيد ابن علي عن آبائه عن علي (عليه السلام) أنه أراد جميع الأرض لقول النبي (صلى الله
(١٨١)