بمستنكر أن يجمع العالم في واحد.
فلما أنبأهم بأسمائهم فعرفوها أخذ عليهم العهود والمواثيق للأنبياء والأولياء بالإيمان بهم والتفضيل لهم على أنفسهم فعند ذلك قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض سرهما وأعلم ما تبدون من ردكم علي وما كنتم تكتمون من اعتقادكم أنه لا يأتي أحد يكون أفضل منكم وعزم إبليس على الاباء على آدم أن أمر بطاعته فجعل آدم حجة عليهم.
(34) وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم وذلك لما كان في صلبه من أنوار نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته المعصومين (عليهم السلام) وكانوا قد فضلوا على الملائكة باحتمالهم الأذى في جنب الله فكان السجود لهم تعظيما وإكراما ولله سبحانه عبودية ولآدم (عليه السلام) طاعة.
قال علي بن الحسين حدثني أبي عن أبيه (عليهم السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: يا عباد الله إن آدم (عليه السلام) لما رآى النور ساطعا من صلبه إذ كان الله قد نقل أشباحنا من ذروة العرش إلى ظهره رأى النور ولم يتبين الأشباح فقال: يا رب ما هذه الأنوار فقال عز وجل: (أنوار وأشباح نقلتهم من أشرف بقاع عرشي إلى ظهرك ولذلك أمرت الملائكة بالسجود لك إذ كنت وعاء لتلك الأشباح فقال آدم يا رب لو بينتها لي فقال الله عز وجل: انظر يا آدم إلى ذروة العرش فانطبع فيه صور أنوار أشباحنا التي في ظهره كما ينطبع وجه الانسان في المرآة الصافية فرأى أشباحنا فقال ما هذه الأشباح يا رب فقال الله: يا آدم هذه أشباح أفضل خلائقي وبرياتي هذا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وانا الحميد المحمود في فعالي شققت له اسما من اسمي وهذا علي وأنا العلي العظيم شققت له اسما من اسمي وهذه فاطمة وأنا فاطر السماوات والأرض فاطم أعدائي من رحمتي يوم فصل قضائي وفاطم أوليائي عما يعرهم ويشينهم فشققت لها اسما من اسمي وهذا الحسن وهذا الحسين وأنا المحسن المجمل شققت أسميهما من اسمي هؤلاء خيار خليقتي وكرام بريتي بهم آخذ وبهم أعطي وبهم أعاقب وبهم أثيب فتوسل بهم إلي يا آدم وإذا دهتك داهية فاجعله إلي شفعاءك فاني آليت على