التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ١١١
وفي تفسير الامام عن السجاد (عليه السلام) علمه أسماء كل شئ، وفيه أيضا أسماء أنبياء الله وأوليائه وعتاة أعدائه.
أقول: تحقيق المقام والتوفيق بين روايتي الامام يقتضي بسطا من الكلام وذكر نبذ من الأسرار فنقول وبالله التوفيق ليس المراد بتعليم الأسماء تعليم الألفاظ الدلالة على معانيها فحسب كيف وهو يرجع إلى تعليم اللغة وليس هو علما يصلح لأن يتفاخر به على الملائكة ويتفضل به عليهم بل المراد بالأسماء حقائق المخلوقات الكائنة في عالم الجبروت المسماة عند طائفة بالكلمات وعند قوم بالأسماء وعند آخرين بالعقول.
وبالجملة: أسباب وجود الخلائق وأرباب أنواعها التي بها خلقت وبها قامت وبها رزقت فإنها أسماء الله تعالى لأنها تدل على الله بظهورها في المظاهر دلالة الاسم على المسمى فان الدلالة كما تكون بالألفاظ كذلك تكون بالذوات من غير فرق بينهما فيما يؤول إلى المعنى وأسماء الله لا تشبه أسماء خلقه وإنما أضيفت في الحديث تارة إلى المخلوقات كلها لأن كلها مظاهرها التي فيها ظهرت صفاتها متفرقة وأخرى إلى الأولياء والأعداء لأنهما مظاهرها التي فيها ظهرت صفاتها مجتمعة أي ظهرت صفات اللطف كلها في الأولياء وصفات القهر كلها في الأعداء وإلى هذا أشير في الحديث القدسي الذي يأتي ذكره في تفسير آية سجود الملائكة لآدم (عليه السلام) من قوله سبحانه: يا آدم هذه أشباح أفضل خلائقي وبرياتي هذا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنا الحميد المحمود في فعالي شققت له اسما من اسمي وهذا علي وأنا العلي العظيم شققت له اسما من اسمي، إلى آخر ما ذكر من هذا القبيل فان معنى الاشتقاق في مثل هذا يرجع إلى ظهور الصفات وانباء المظهر عن الظاهر فيه أو هما سببان للاشتقاق أو مسببان عنه وإنما يقول بالسببية من لم يفهم العينية، والمراد بتعليم آدم الأسماء كلها خلقه من أجزاء مختلفة وقوى متباينة حتى استعد لا دراك أنواع المدركات من المعقولات والمحسوسات والمتخيلات والموهومات والهامة معرفة ذوات الأشياء وخواصها وأصول العلم وقوانين الصناعات وكيفية آلاتها والتمييز بين أولياء الله وأعدائه فتأتي له بمعرفة ذلك كله
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 نبذة من حياة المؤلف 2
2 ديباجة الكتاب 7
3 المقدمة الأولى: في نبذة مما جاء في الوصية بالتمسك بالقرآن وفي فضله 15
4 المقدمة الثانية: في نبذة مما جاء في أن علم القرآن كله إنما هو عند أهل البيت (عليهم السلام) 19
5 المقدمة الثالثة: في نبذة مما جاء في أن جل القرآن إنما نزل فيهم وفي أوليائهم وفي أعدائهم وبيان سر ذلك 24
6 المقدمة الرابعة: في نبذة مما جاء في معاني وجوه الآيات وتحقيق القول في المتشابه وتأويله 29
7 المقدمة الخامسة: في نبذة مما جاء في المنع من تفسير القرآن بالرأي والسر فيه 35
8 المقدمة السادسة: في نبذة مما جاء في جمع القرآن وتحريفه وزيادته ونقصه وتأويله ذلك 40
9 المقدمة السابعة: في نبذة مما جاء في أن القرآن تبيان كل شئ وتحقيق معناه 56
10 المقدمة الثامنة: في نبذة مما جاء في أقسام الآيات واشتمالها على البطون والتأويلات وأنواع اللغات والقراءات والمعتبرة منها 59
11 المقدمة التاسعة: في نبذة مما جاء في زمان نزول القرآن وتحقيق ذلك 64
12 المقدمة العاشرة: في نبذة مما جاء في تمثل القرآن لأهله يوم القيامة 67
13 المقدمة الحادية عشرة: في نبذة مما جاء في كيفية التلاوة وآدابها 70
14 المقدمة الثانية عشرة: في بيان ما اصطلحنا عليه في التفسير 75
15 تفسير الاستعاذة 79
16 سورة الفاتحة وهي سبع آيات 80
17 سورة البقرة وهي 286 آية 90
18 سورة آل عمران وهي 200 آية 315
19 سورة النساء وهي 177 آية 413