التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ١١٣
به لسانه في سرائره وعلانيته فأولئك هم المؤمنون حقا فان المراد بالاسم هاهنا ما يفهم من اللفظ لا اللفظ فان اللفظ لا يعبد وبالمعنى ما يصدق عليه اللفظ فالاسم معنى ذهني والمعنى موجود عيني وهو المسمى والاسم غير المسمى لأن الانسان مثلا في الذهن ليس بانسان ولا له جسمية ولا حياة ولا حس ولا حركة ولا نطق ولا شئ من خواص الإنسانية فتدبر فيه تفهم معنى الحديث ومن الله الإعانة. إذا تمهد هذا فاعلم أن لكل اسم من الأسماء الله الإلهية مظهرا من الموجودات باعتبار غلبة ظهور الصفة التي اشتمل عليها ذلك الاسم فيه وهو اسم باعتبار دلالته على الله من جهة اتصافه بتلك الصفة وذلك لأن الله سبحانه إنما يخلق ويدبر كل نوع من أنواع الخلائق باسم من أسمائه وذلك الاسم هو رب ذلك النوع والله سبحانه رب الأرباب.
وإلى هذا أشير في كلام أهل البيت (عليهم السلام) في أدعيتهم (عليهم السلام) بقولهم وبالاسم الذي خلقت به العرش وبالاسم الذي خلقت به الكرسي وبالاسم الذي خلقت به الأرواح إلى غير ذلك من هذا النمط، وعن مولانا الصادق (عليه السلام) نحن والله الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملا إلا بمعرفتنا وذلك لأنهم (عليه السلام) وسائل معرفة ذاته ووسائط ظهور صفاته وأرباب أنواع مخلوقاته ولا يحصل لأحد العلم بالأسماء كلها إلا إذا كان مظهرا لها كلها ولا يكون مظهرا لها كلها إلا إذا كان في جبلته استعداد قبول ذلك كله وهو ما ذكرناه فافهم ترشد إن شاء الله.
ثم عرضهم على الملائكة:
أقول: أي عرض أشباح المخلوقات فردا فردا في عالم الملكوت المسمى عند قوم بعالم الروحانيات المدلول عليها بذكر الأسماء إذ هي مظاهر الأسماء كلها أو بعضها ولهذا أورد بضمير ذوي العقول لأنهم كلهم ذوو عقل، وفي الرواية الأخيرة أي عرض أشباحهم وهم أنوار في الأظلة وهو صريح فيما قلناه.
فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 نبذة من حياة المؤلف 2
2 ديباجة الكتاب 7
3 المقدمة الأولى: في نبذة مما جاء في الوصية بالتمسك بالقرآن وفي فضله 15
4 المقدمة الثانية: في نبذة مما جاء في أن علم القرآن كله إنما هو عند أهل البيت (عليهم السلام) 19
5 المقدمة الثالثة: في نبذة مما جاء في أن جل القرآن إنما نزل فيهم وفي أوليائهم وفي أعدائهم وبيان سر ذلك 24
6 المقدمة الرابعة: في نبذة مما جاء في معاني وجوه الآيات وتحقيق القول في المتشابه وتأويله 29
7 المقدمة الخامسة: في نبذة مما جاء في المنع من تفسير القرآن بالرأي والسر فيه 35
8 المقدمة السادسة: في نبذة مما جاء في جمع القرآن وتحريفه وزيادته ونقصه وتأويله ذلك 40
9 المقدمة السابعة: في نبذة مما جاء في أن القرآن تبيان كل شئ وتحقيق معناه 56
10 المقدمة الثامنة: في نبذة مما جاء في أقسام الآيات واشتمالها على البطون والتأويلات وأنواع اللغات والقراءات والمعتبرة منها 59
11 المقدمة التاسعة: في نبذة مما جاء في زمان نزول القرآن وتحقيق ذلك 64
12 المقدمة العاشرة: في نبذة مما جاء في تمثل القرآن لأهله يوم القيامة 67
13 المقدمة الحادية عشرة: في نبذة مما جاء في كيفية التلاوة وآدابها 70
14 المقدمة الثانية عشرة: في بيان ما اصطلحنا عليه في التفسير 75
15 تفسير الاستعاذة 79
16 سورة الفاتحة وهي سبع آيات 80
17 سورة البقرة وهي 286 آية 90
18 سورة آل عمران وهي 200 آية 315
19 سورة النساء وهي 177 آية 413