التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ١١٠
فلا ذوا بالعرش يقولون لبيك ذا المعارج لبيك حتى تاب عليهم فلما أصاب آدم الذنب طاف بالبيت حتى قبل الله منه.
وفي الكافي والعياشي عنه (عليه السلام) فغضب الله عليهم ثم سألوه التوبة فأمرهم أن يطوفوا بالضراح (1) وهو البيت المعمور فمكثوا يطوفون به سبع سنين يستغفرون الله مما قالوا ثم تاب الله عليهم من بعد ذلك ورضي عنهم فكان هذا أصل الطواف ثم جعل الله البيت الحرام حذاء الضراح توبة لمن أذنب من بني آدم وطهورا لهم.
وفي العلل عن الصادق (عليه السلام) فحجبهم عن نوره سبعة (2) آلاف عام فلا ذوا بالعرش سبعة آلاف سنة فرحمهم وتاب عليهم وجعل لهم البيت المعمور الذي في السماء الرابعة فجعله مثابة لهم وأمنا ووضع البيت الحرام تحت البيت المعمور فجعله مثابة للناس وأمنا فصار الطواف سبعة أشواط أوجب على العباد لكل ألف سنة شوطا.
أقول: لا منافاة بين السبع سنين وسبعة آلاف عام لأن مدة السنين والأيام تختلف باختلاف النشئات والعوالم، قال الله تعالى: (في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة) وقال (وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون) فيجوز أن يكون تارة عده بسني نشأة وأخرى بسني أخرى.
(31) وعلم آدم الا سماء كلها ثم (3) القمي قال (ع) أسماء الجبال والبحار والأودية والنبات والحيوان.
وفي المجمع والعياشي عن الصادق (عليه السلام) أنه سئل ماذا علمه قال الأرضين والجبال والشعاب والأودية ثم نظر إلى بساط تحته فقال وهذا البساط مما علمه.

(1) الضراح بضم الضاد المعجمة ثم الراء ثم الحاء المهملتين. منه قدس الله سره.
(2) لعل السبعة آلاف سنة كناية عن عمر الدنيا فإن في هذه المدة يتكامل هذا النوع وينال الملائكة المسخرون له قسطهم من الكمال ولعل البيت المعمور كناية عن ملكوت قلوب الأولياء وروحا نيتها (منه).
(3) في العلل عن الصادق (عليه السلام) إنما سمي آدم آدم لأنه خلق من أديم الأرض. منه قدس سره.
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 نبذة من حياة المؤلف 2
2 ديباجة الكتاب 7
3 المقدمة الأولى: في نبذة مما جاء في الوصية بالتمسك بالقرآن وفي فضله 15
4 المقدمة الثانية: في نبذة مما جاء في أن علم القرآن كله إنما هو عند أهل البيت (عليهم السلام) 19
5 المقدمة الثالثة: في نبذة مما جاء في أن جل القرآن إنما نزل فيهم وفي أوليائهم وفي أعدائهم وبيان سر ذلك 24
6 المقدمة الرابعة: في نبذة مما جاء في معاني وجوه الآيات وتحقيق القول في المتشابه وتأويله 29
7 المقدمة الخامسة: في نبذة مما جاء في المنع من تفسير القرآن بالرأي والسر فيه 35
8 المقدمة السادسة: في نبذة مما جاء في جمع القرآن وتحريفه وزيادته ونقصه وتأويله ذلك 40
9 المقدمة السابعة: في نبذة مما جاء في أن القرآن تبيان كل شئ وتحقيق معناه 56
10 المقدمة الثامنة: في نبذة مما جاء في أقسام الآيات واشتمالها على البطون والتأويلات وأنواع اللغات والقراءات والمعتبرة منها 59
11 المقدمة التاسعة: في نبذة مما جاء في زمان نزول القرآن وتحقيق ذلك 64
12 المقدمة العاشرة: في نبذة مما جاء في تمثل القرآن لأهله يوم القيامة 67
13 المقدمة الحادية عشرة: في نبذة مما جاء في كيفية التلاوة وآدابها 70
14 المقدمة الثانية عشرة: في بيان ما اصطلحنا عليه في التفسير 75
15 تفسير الاستعاذة 79
16 سورة الفاتحة وهي سبع آيات 80
17 سورة البقرة وهي 286 آية 90
18 سورة آل عمران وهي 200 آية 315
19 سورة النساء وهي 177 آية 413