(صلى الله عليه وآله) بجبل وإذا الدموع تسيل من بعضه فقال: ما يبكيك يا جبل؟
قال: يا رسول الله كان المسيح مر بي وهو يخوف الناس بنار وقودها الناس والحجارة فانا أن أكون من تلك الحجارة. قال (ص): (لا تخف تلك حجارة الكبريت) فقر الجبل وسكن وهدء. وقيل المراد بها الأصنام التي نحتوها وقرنوا بها أنفسهم وعبدوها طمعا في شفاعتها، كما في قوله تعالى: * (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم) *.
القمي عن الصادق (ع) قال إن ناركم هذه جزء من سبعين جزء من نار جهنم وقد أطفئت سبعين مرة بالماء ثم التهبت ولولا ذلك ما استطاع آدمي أن يطفأها وإنها ليؤتى بها يوم القيامة حتى توضع على النار فتصرخ صرخة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل الا جثا على ركبتيه فزعا من صرختها أعدت للكافرين المكذبين بكلامه ونبيه.
(25) وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها: من تحت أشجارها ومساكنها الا نهر روي أنها نزلت في علي وحمزة وجعفر وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب.
أقول: وهذا لا ينافي عموم حكمها كما دريت كلما رزقوا منها من تلك الجنات من ثمرة من ثمارها رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل في الدنيا فأسماؤه كأسمائه ولكنها في غاية الطيب غير مستحيل إلى ما يستحيل إليه ثمار الدنيا من العذرة والصفراء والسوداء والدم إلا العرق الذي يجري في أعراضهم أطيب ريحا من المسك.
أقول: العرض بالكسر الجسد.
وأتوا به متشابها يشبه بعضه بعضا بأنها كلها خيار لا رذل فيها وبأن كل صنف منها في غاية الطيب واللذة ليست كثمار الدنيا التي بعضها ني وبعضها متجاوز لحد النضج والادراك إلى حد الفساد من حموضة ومرارة وسائر صنوف المكاره ومتشابهات أيضا متفقات الألوان مختلفات الطعوم.