الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ١ - الصفحة ٦٣٧
على أن متعلقه فعل أنه عبر عن ترك التناهي الذي وقع توبيخهم عليه بالفعل حيث قال: لبئس ما كانوا يفعلون:
أي لبئس الترك للتناهي فعلا كما تقول: زيد بئس الرجل، فتجعل الرجل واقعا على زيد، وقد سمى تركهم للنهي عن المنكر في الآية السالفة قبل هذه صنعا فقال - لولا ينهاهم الربانيون والأحبار، إلى قوله: لبئس ما كانوا يصنعون - وذلك أبلغ في الدلالة على أن متعلق النهي أمر ثابت، إذ الصنع أمكن من الفعل في الدلالة على الاثبات وقد مر هذا التقرير والله الموفق.
قوله تعالى (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون) قال (وصف الله تعالى شدة شكيمة اليهود وصعوبة إجابتهم الخ) قال أحمد: وإنما قال الذين قالوا إنا نصارى ولم يقل النصارى تعريضا بصلابة اليهود
(٦٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 631 632 633 635 636 637 638 639 641 642 643 ... » »»