الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ١ - الصفحة ٦٢٥
قوله تعالى (قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت) الآية. قال (وعبد الطاغوت عطف على صلة من الخ) قال أحمد رحمه الله: السؤال يلزم القدرية لانهم يزعمون أن الله تعالى إنما أراد منهم أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وأن عبادتهم للطاغوت قبيحة والله تعالى لا يريد القبائح بل تقع في الوجود على خلاف مشيئته، فلذلك يضطر الزمخشري إلى تأويل الجعل بالخذلان أو بالحكم، وكذلك أول قوله تعالى - وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار - بمعنى حكمنا عليهم بذلك هذا مقتضى قاعدة القدرية، وأما على عقيدة أهل السنة الموحدين حقا فالآية على ظاهرها والله تعالى هو الذي أشقاهم وخلق في قلوبهم طاعة الطاغوت وعبادته ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وإذا روجع القدري في تحقيق الخذلان أو الحكم الذي يستروح إلى التأويل لم يقدر منه على حقيقة ولم يفسره بغير الخلق إن اعترف بالحق وترك ارتكاب المراء والتذبذب مع الأهواء، والله ولي التوفيق.
(٦٢٥)
مفاتيح البحث: الزمخشري (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 615 616 621 622 623 625 626 627 628 629 630 ... » »»