الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ١ - الصفحة ٦٤٣
قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشئ من الصيد تناله أيديكم ورماحكم ليعلم الله من يخافه بالغيب فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم) قال (إن قلت: ما معنى التقليل والتصغير الخ) قال أحمد: وقد وردت هذه الصيغة بعينها في الفتن العظيمة في قوله تعالى - ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين - فلا خفاء في عظم هذه البلايا والمحن التي يستحق الصابر عليها أن يبشر لأنه صبر على عظيم، فقول الزمخشري إذا إنه قلل وصغر تنبيها على أن هذه الفتنة ليست من الفتن العظام مدفوع باستعمالها مع الفتن المتفق على عظمها. والظاهر والله أعلم أن المراد بما يشعر به اللفظ من التقليل والتصغير التنبيه على أن جميع ما يقع الابتلاء به من هذه البلايا بعض من كل بالنسبة إلى مقدور الله تعالى، وأنه تعالى قادر على أن يكون ما يبلوهم
(٦٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 637 638 639 641 642 643 644 646 647 648 652 ... » »»