الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ١ - الصفحة ٤٤٧
قوله تعالى (فيه آيات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا) قال محمود (فإن قلت كيف يصح بيان الجماعة بالواحد إلخ) قال أحمد: ونظير هذا التأويل ما تقدم لي عند قوله تعالى - وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم - قال محمود فيما تقدم: والذي صدر منهم أمنية واحدة فما وجه جمعها؟ وبينت فيها هذا بعينه وهو أن الشئ الواحد متى أريد تمكينه وامتيازه عن غيره من صفة جمع أفاد الجمع فيه ذلك. وقد لاح لي الآن في جمع الأماني، ثم وجه آخر وذلك أن كل واحد منهم صدرت منه هذه الأمنية فجمعها بهذا الاعتبار تنبيها على تعددها بتعددهم. والعجب أن الجمع في مثل هذا هو الأصل وأن الإفراد إنما يقع فيه على نوع ما من الاختصار ومنه " كلوا في بعض بطنكم تصحوا ". عاد كلامه: قال: الوجه الثاني اشتماله على آيات لأن أثر القدم في الصخرة الصماء آية، وغوصه فيها إلى الكعبين آية، وإلانة بعض الصخر دون بعض آية، وإبقاؤه دون سائر آيات الأنبياء آية، وحفظه مع كثرة عدوه من المشركين وأهل الكتاب والملاحدة ألوف سنة آية، ويجوز أن يريد مقام إبراهيم وأمن من دخله وكثيرا سواهما، والله أعلم.
(٤٤٧)
مفاتيح البحث: أهل الكتاب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 441 443 444 445 446 447 448 449 451 452 453 ... » »»