الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ١ - الصفحة ٤٤٨
قوله تعالى (ولله على الناس حج البيت الآية) قال محمود (وفي هذا الكلام أنواع من التأكيد، منها قوله:
ولله على الناس أي في رقابهم لا ينفكون عنه إلخ) قال أحمد: قوله إن المراد بمن كفر من ترك الحج وعبر عنه بالكفر تغليظا عليه فيه نظر، فإن قاعدة أهل السنة توجب أن تارك الحج لا يكفر بمجرد تركه قولا واحدا فيتعين حمل الآية على تارك الحج جاحدا لوجوبه، وحينئذ يكون الكفر راجعا إلى الاعتقاد لا إلى مجرد الترك، وأما الزمخشري فيستحيل ذلك لأن تارك الحج بمجرد الترك يخرج من ربقة الإيمان ومن اسمه ومن حكمه لأنه عنده غير مؤمن ومخلد تخليد الكفار. وعلى قاعدة أهل السنة يتعين المصير إلى ما ذكرناه، هذا إن كان المراد بمن كفر من ترك الحج، ويحتمل أن يكون استئناف وعيد للكافر فيبقى على ظاهره، والله أعلم.
(٤٤٨)
مفاتيح البحث: الزمخشري (1)، الحج (5)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 443 444 445 446 447 448 449 451 452 453 455 ... » »»