الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ١ - الصفحة ٤٥٣
عاد كلامه قال (وقوله يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر صدر الكلام بالدعاء إلخ). قال أحمد:
عطف الخاص على العام يؤذن بمزيد اعتناء بالخاص لا محالة إذا اقتصر على بعض متناولات العام كقوله - من كان عدوا لله ملائكته ورسله وجبريل وميكائيل - وكقوله - فيها فاكهة ونخل ورمان - وكقوله - حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى - وشبه ذلك لأن الاقتصار على تخصيص ما يفرد بالذكر يفيده تمييزا عن غيره من بقية المتناولات.
وأما هذه الآية فقد ذكر بعد العام فيها جميع ما يتناوله، إذ الخير المدعو إليه، إما فعل مأمور أو ترك منهي لا يعدو واحدا من هذين حتى يكون تخصيصها يميزها عن بقية المتناولات، فالأولى في ذلك أن يقال فائدة هذا التخصيص ذكر الدعاء إلى الخير عاما ثم مفصلا، وفي تنبيه أن الذكر على وجهين ما لا يخفى من العناية والله أعلم، إلا أن يثبت عرف يخص الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ببعض أنواع الخير، فإذ ذاك يتم مراد الزمخشري، وما أرى هذا العرف ثابتا، والله أعلم.
(٤٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 447 448 449 451 452 453 455 456 457 458 459 ... » »»