الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ١ - الصفحة ٣٤٩
قوله تعالى (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس) قال محمود رحمه الله (وذلك لما كان عليه الحمس من الترفع في الجاهلية الخ) قال أحمد رحمه الله: وقد اشتملت الآية على نكتتين: إحداهما عطف الإفاضتين إحداهما على الأخرى، ومرجعهما واحد وهو الإفاضة المأمور بها، فربما يتوهم متوهم أنه من باب عطف الشئ على نفسه، فيزال هذا الوهم بأن بينهما من التغاير ما بين العام والخاص، والمخبر عنه أولا الإفاضة من حيث هي غير مقيدة، والمأمور به ثانيا الإفاضة مخصوصة بمساواة الناس. والثانية بعد وضوح استقامة العطف كونه وقع بحرف المهملة، وذلك يستدعى التراخي مضافا إلى التغاير، وليس بين الإفاضة المطلقة والمقيدة تراخ، فالجواب غير ذلك أن التراخي كما يكون باعتبار الزمان قد يكون باعتبار علو المرتبة وبعدها في العلو بالنسبة إلى غيرها، وهو الذي أجاب به بعد مزيد نشيط وإيضاح.
قوله تعالى (فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا) قال محمود رحمه الله (أشد معطوف على ما أضيف إليه الذكر الخ) قال أحمد رحمه الله: فعلى الأول يكون أشد واقعا على المذكور المفعول، ومثاله على الأول أن يضرب اثنان زيدا مثلا فيقول: أيهما أشد ضربا لزيد فيوقعه على الضارب، ومثال الثاني أن يضرب زيد اثنين
(٣٤٩)
مفاتيح البحث: الضرب (2)، الجهل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 340 341 346 347 348 349 350 351 354 358 363 ... » »»