الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ١ - الصفحة ٣٤١
قال أحمد رحمه الله: ومثل هذا من الاستطراد في كتاب الله تعالى قوله - وما يستوى البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا - إلى آخر الآية، فإنه تعالى بين عدم الاستواء بينهما إلى قوله أجاج، وبذلك تم القصد في تمثيل عدم استواء الكافر والمسلم، ثم قوله - ومن كل تأكلون - لا يتقرر به عدم الاستواء، بل المفاد به استواؤهما فيما ذكر، فهو من إجراء الله الكلام بطريق الاستطراد المذكور، وإنما مثلت هذا النوع الذي نبه عليه الزمخشري لأنه مفرد عن الاستطراد الذي بوب عليه أهل صناعة البديع والمطابق لما بوبوا عليه سواء قوله تعالى - لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور - فإنه ذم اليهود واستطرد بذلك ذم المشركين المنكرين للبعث على نوع من التشبيه لطيف المنزع. وفى البديع التمثيل بقوله: إذا ما اتقى الله الفتى وأطاعه فليس به بأس وإن كان من جرم وسيأتي فيه مزيد تقرير إن شاء الله تعالى.
(٣٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 333 336 337 338 340 341 346 347 348 349 350 ... » »»