خصائص الوحي المبين - الحافظ ابن البطريق - الصفحة ١٦٢
فلما كانت سنة تسع أراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحج ثم قال: [أكره] (1) أن يحضر المشركون فيطوفون عراة، ولا أحب أن أحج حتى لا يكون ذلك، فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبا بكر في تلك السنة على الموسم ليقيم للناس الحج وبعث معه أربعين آية من صدر " براءة " ليقرأها على أهل الموسم.
فلما سار، دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا عليه السلام فقال: اخرج بهذه القصة من صدر " براءة " وأذن بذلك في الناس إذا اجتمعوا، فخرج علي عليه السلام على ناقة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العضباء حتى أدرك أبا بكر بذي الحليفة وأخذها منه.
فرجع أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه والله وسلم فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي، أنزل في شأني شئ؟ قال: لا ولكن لا يبلغ عني غيري أو رجل مني (2).
107 - ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين في الجزء الثاني من أجزاء ثلاثة في تفسير سورة " براءة " من صحيح أبي داود وهو السنن ومن صحيح الترمذي.
بالاسناد المقدم قال عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبا بكر وأمر أن ينادي في الموسم ببراءة، ثم أردفه عليا، فبينا أبو بكر ببعض الطريق إذ سمع رغاء (3) ناقة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العضباء، فقام أبو بكر فزعا يظن أنه حدث أمر، فدفع إليه علي عليه السلام كتابا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه، ان عليا ينادي بهؤلاء الكلمات فإنه لا ينبغي ان يبلغ عني الأرجل من أهل بيتي، فانطلقا.
فقام علي عليه السلام أيام التشريق ينادي: ذمة الله ورسوله بريئة من كل مشرك،

١ - ما بين المعقوفتين من العمدة.
2 - غاية المرام / 461 نقلا عن تفسير الثعلبي.
3 - رغاء: صوت ذوات الخف، رغا البعير إذا ضج - مجمع البحرين.
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»
الفهرست