خصائص الوحي المبين - الحافظ ابن البطريق - الصفحة ٢٢٥
مقحمين (١).
١٧٤ - وبالاسناد المقدم قال أبو نعيم: وفيما أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن المروزي قال: حدثنا عبد الحكيم بن ميسرة، عن شريك بن عبد الله، عن أبي إسحاق، عن الحارث قال: قال لي علي عليه السلام: نحن أهل بيت لا نقاس.
فقام رجل فأتى عبد الله بن عباس [فذكر له ما سمعه من علي] فقال ابن عباس - رضي الله عنه -: صدق علي، أوليس كان النبي صلى الله عليه وآله لا يقاس بالناس؟ ثم قال ابن عباس: نزلت هذه الآية في علي: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) (٢).
قال يحيى بن الحسن: اعلم أن هذا الفصل قد جمع أشياء كلها توجب لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلى الله عليه وآله ولاء الأمة.
منها ان المنزلة التي افتخر بها سليمان عليه السلام وقال: ﴿يا أيها الناس علمنا منطق الطير﴾ (3) قد حصلت لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام وإذا كان القنبر [وهو] طير لا يتعلق به التكليف، قد كلف باللعنة لأعداء أمير المؤمنين، ومن أنطق الله الطير بلعنة أعدائه وجب تفرده بعلو المنزلة وفقد النظارة.
ومنها كونه أول من يكسى يوم القيامة ويزف إلى الجنة بين خليل الله تعالى وحبيبه، ومن أدرك ذلك بوحي الله تعالى، فقد عدم نظيره ووجب تفرده.
ومنها قوله تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير

١ - شواهد التنزيل ٢ / ٣٥٧ وفيه: غضبانا مقحمين، الصواعق المحرقة، فصل الآيات الآية الحادية عشرة وفيه: قال: ومن عدوي؟ قال: من تبرأ منك ولعنك ٢ - نظيره في شواهد التنزيل ٢ / ١٩٧.
٣ - سورة النمل: ٢٧ / 16.
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»
الفهرست