خصائص الوحي المبين - الحافظ ابن البطريق - الصفحة ٢٣٥
بولاءه والكون معه.
ثم أبان تعالى بأن ولاءه والاقتداء به والكون معه على حد وجوب ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يفرق الله تعالى بينهما في وجوب الامر بالاقتداء.
وذلك مضافا لقوله تعالى: ﴿إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون﴾ (1).
وفي ذلك أدل دليل على وجوب اتباعه بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حيث وجب له من فرض الطاعة ما وجب لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وآله " ان في هذا لبلاغا لقوم يعقلون ".
ومن ذلك أيضا قوله تعالى: (واركعوا مع الراكعين) وانها خاصة بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وبعلي عليه السلام، وانه لم يصل معه أحد قبله.
فدل ذلك على وجوب الامر باتباعهما على السواء، وفي ذلك من وجوب الاقتداء به والاتباع له بعد رسول الله صلى الله عليه وآله على قضية واحدة، مضافا لما تقدم من القول في الآية التي قبلها.
وفي هذا كفاية لمن أراد النجاة من النار.
علوت عن المدايح حيث كانت * إذا كان القديم عليك يثني وإن عنت الخلايق مدح شخص * فخالقك الذي يعني ويكني

(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 ... » »»
الفهرست