بالوجه، لأنه لا يعدل عن الحقيقة إلى المجاز من غير ضرورة، وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للحسن والحسين (عليهما السلام): " ابناي هذان إمامان قاما أو قعدا " (١). وقال للحسن (عليه السلام): " إن ابني هذا سيد " (٢). وفي التنزيل: ﴿ما كان محمد أبآ أحد من رجالكم﴾ (3)، فكيف يحمل الكوثر على أولاد أمته الذين أبى الله أن يكون رسوله أبا أحد منهم، ولا يحمل على أولاد ابنيه من ابنته الذين طبقوا البر والبحر وملاءوا السهل والجبل بكثرتهم؟
والنحر: نحر البدن، أي: (فصل) صلاة الفجر بجمع (وانحر) البدن بمنى، وقيل: صلاة الفرض (لربك) واستقبل القبلة بنحرك (4)، من قول العرب: منازلنا تتناحر، أي: تتقابل. وأما ما رووه (5) عن علي (عليه السلام): معناه: " ضع يدك اليمنى على اليسرى حذاء النحر " فمما لم يصح عنه، لأن عترته (عليه السلام) رووا عنه خلاف ذلك، وهو أن معناه: ارفع يديك إلى النحر في الصلاة (6).
(إن شانئك) إن من أبغضك من قومك (هو الأبتر) لا أنت، والأبتر: الذي لا عقب له.
فانظر في نظم هذه السورة الأنيق وترتيبه الرشيق مع قصرها ووجازتها،