و (كيف) في موضع نصب ب (فعل ربك) لا ب (ألم تر)؛ لما في " كيف " من معنى الاستفهام.
(ألم يجعل كيدهم) وإرادتهم السوء في تخريب بيت الله وقتل أهله واستباحتهم (في تضليل) في تضييع وإبطال، يقال: ضلل كيده: إذا جعله ضالا ضائعا. (وأرسل عليهم طيرا أبابيل) حزائق (1)، الواحدة: إبالة، وفي المثل:
" ضغث على إبالة " (2)، وهي الحزقة الكبيرة، شبهت الحزقة من الطير في تضامها بالإبالة، وقيل: أبابيل مثل " عباديد " وشماطيط لا واحد لها (3). (ترميهم) تقذفهم تلك الطير (بحجارة من سجيل) من جملة العذاب المكتوب المدون، واشتقاقه من " الإسجال " وهو الإرسال، لأن العذاب موصوف بذلك، وقيل: من طين مطبوخ كما يطبخ الآجر (4)، وقيل: هو معرب من سنك كل (5)، وقيل: كانت طيرا بيضاء، مع كل طائر حجر في منقاره وحجران في رجليه أكبر من العدسة وأصغر من الحمصة (6). وقيل: كانت طيرا خضراء لها مناقير صفر (7). وعن ابن عباس: أنه رأى منها عند أم هاني نحو قفيز، مخططة بحمرة كالجزع الظفاري (8).