العقبة (11) ومآ أدراك ما العقبة (12) فك رقبة (13) أو إطعم في يوم ذى مسغبة (14) يتيما ذا مقربة (15) أو مسكينا ذا متربة (16) ثم كان من الذين ءامنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة (17) أولئك أصحب الميمنة (18) والذين كفروا بايتنا هم أصحب المشمة (19) عليهم نار مؤصدة (20)) أقسم سبحانه ب (البلد) الحرام، وهو مكة، وب (والد وما ولد) وهو آدم وذريته من الأنبياء والأوصياء وأتباعهم، وقيل: هو إبراهيم وولده (1)، وقيل: هو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن ولده (2). أقسم ببلده الذي هو مسقط رأسه، وحرم أبيه إبراهيم، ومنشأ أبيه إسماعيل، وبمن ولده وبه، وقيل: هو كل والد وولده (3).
وجواب القسم: (لقد خلقنا الانسن في كبد) أي: نصب وشدة، فهو مغمور في مكابدة المشاق والشدائد. واعترض بقوله: (وأنت حل بهذا البلد) بين القسم وجوابه، يعني: ومن المكابدة أن مثلك على عظم حرمتك تستحل بهذا البلد الحرام كما يستحل الصيد في غير الحرم، وقد استحلوا إخراجك وقتلك، وقيل: إنه وعد له بفتح مكة (4)، أي: وأنت حل به في المستقبل تصنع فيه ما تريد من القتل والأسر، بأن يفتحه الله عليك ويحله لك. والكبد: أصله من قولك: كبد الرجل كبدا فهو كبد:
إذا وجعت كبده، ثم استعمل في كل تعب ومشقة.
والضمير في (أيحسب) لبعض صناديد قريش الذين كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)