تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٧٩٠
أو أطعم " (1) على الإبدال من: (اقتحم العقبة).
وقوله: (ومآ أدراك ما العقبة) اعتراض، والمعنى: أنك لم تدر كنه ثوابها وكنه صعوبتها على النفس؟ وكل واحدة من: (مسغبة) و (مقربة) و (متربة) مفعلة من: سغب إذا جاع، وقرب في النسب، وترب إذا افتقر والتصق بالتراب، ووصف " اليوم " ب‍ (ذى مسغبة) كما قيل: هم ناصب: ذو نصب.
وقوله: (ثم كان من الذين ءامنوا) إنما جاء ب‍ (ثم) لتراخي الإيمان وتباعده في الرتبة والفضيلة عن العتق والصدقة لا في الوقت، لأن الإيمان هو السابق المقدم على غيره، ولا يثبت عمل صالح إلا به (وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة) أي: وصى بعضهم بعضا بالصبر على الإيمان والثبات عليه، أو: بالصبر عن المعاصي وعلى الطاعات والمحن والبلايا بأن يكونوا متراحمين، أو: بما يؤدي إلى رحمة الله تعالى، أو: بالرحمة على أهل الحاجة. و (الميمنة) و (المشئمة): اليمين والشمال، أو: اليمن والشؤم، أي: أصحاب اليمن والبركة على نفوسهم، وأصحاب الشؤم عليها. وقرئ: (مؤصدة) بالهمزة وترك الهمز (2)، من:
أوصدت الباب وآصدته: إذا أطبقته، يعني: أن أبوابها عليهم مطبقة لا يخرج منها غم، ولا يدخل فيها روح إلى آخر الأبد.
* * *

(1) قرأه ابن كثير وأبو عمرو والكسائي. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 686.
(2) قرأه ابن كثير وابن عامر ونافع والكسائي وعاصم برواية أبي بكر عنه راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 686.
(٧٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 785 786 787 788 789 790 791 792 793 794 795 ... » »»