تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٥٩٣
عشر (1). (مآ أمرهم) في محل نصب على البدل، أي: لا يعصون أمر الله، أو: معناه:
لا يعصون الله فيما أمرهم به. والمعنى الأول: أنهم يتقبلون أوامره ويلتزمونها، والمعنى الثاني: أنهم يؤدون ما يؤمرون به. ويمكن أن يكون الخطاب في الآية للذين آمنوا بألسنتهم وهم المنافقون، لأن الله عز اسمه جعل هذه النار الموصوفة بأن وقودها الناس والحجارة معدة للكافرين في موضع آخر من التنزيل (2)، ويعضده قوله تعالى على أثره: (يأيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم) أي: يقال لهم عند دخولهم النار: لا تعتذروا، لأنه لا عذر لكم، أو: لأنه لا ينفعكم العذر.
(يأيها الذين ءامنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سياتكم ويدخلكم جنت تجرى من تحتها الانهر يوم لا يخزى الله النبي والذين ءامنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمنهم يقولون ربنآ أتمم لنا نورنا واغفر لنآ إنك على كل شىء قدير (8) يأيها النبي جهد الكفار والمنفقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير (9) ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صلحين فخانتا هما فلم يغنيا عنهما من الله شيا وقيل ادخلا النار مع الداخلين (10) وضرب الله مثلا للذين ءامنوا امرأت فرعون إذ قالت رب ابن لى عندك بيتا في الجنة ونجنى من فرعون وعمله ى ونجنى من القوم الظلمين (11) ومريم ابنت عمران التى أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمت ربها وكتبه ى وكانت من القنتين (12))

(1) إشارة إلى قوله تعالى: (وما أدرك ما سقر لا تبقى ولا تذر عليها تسعة عشر) المدثر:
27 - 30.
(2) الآية: 24 من سورة البقرة.
(٥٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 588 589 590 591 592 593 594 595 596 597 599 ... » »»