والمؤمنين معه، بل يعزه ويكرمه بالشفاعة، ويعز المؤمنين بإدخال الجنة، وقيل:
(والذين ءامنوا معه) مبتدأ وما بعده خبر (١) أي: يسعى نورهم على الصراط، وعن الصادق (عليه السلام): يسعى أئمة المؤمنين يوم القيامة بين أيديهم وبأيمانهم حتى ينزلوهم منازلهم من الجنة (٢) (يقولون ربنآ أتمم لنا نورنا) في موضع نصب على الحال، أو: خبر بعد خبر. وعن الحسن: الله متمه لهم، ولكنهم يدعون تقربا إلى الله (٣)، كقوله: ﴿واستغفر لذنبك﴾ (4) وهو مغفور له، وإنما قال تقربا، وليست الدار دار تقرب، لأن حالهم يشبه حال المقربين حيث يطلبون من الله سبحانه ما هو حاصل لهم، وقيل: إن النور يكون على قدر أعمالهم، فأدناهم منزلة في ذلك يسأل إتمامه تفضلا (5) (واغفر لنآ) أي: استر علينا ذنوبنا ولا تهلكنا بها.
(جهد الكفار) بالسيف (والمنفقين) بالقول الرادع وبالاحتجاج، وقرأ الصادق (عليه السلام): جاهد الكفار بالمنافقين، وقال: إنه (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يقاتل منافقا قط إنما كان يتألفهم (6)، وعن قتادة: بإقامة الحدود عليهم (7)، وعن الحسن: أكثر من كان يصيب الحدود في ذلك الزمان المنافقون، فأمر أن يغلظ عليهم في إقامة الحد (8).
مثل الله حال الكفار والمنافقين في أنهم يعاقبون على كفرهم ونفاقهم من غير إبقاء ولا محاباة ولا اعتبار بالعلائق والوصل بحال (امرأت نوح وامرأت لوط)