تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٥٨٩
والأفضل، ويحسن أن يقال لتارك النفل: لم لم تفعله؟
(قد فرض الله لكم تحلة أيمنكم) أي: شرع لكم تحليل أيمانكم بالكفارة، وعن مقاتل: أمر الله نبيه أن يكفر عن يمينه ويراجع وليدته، فأعتق رقبة وعاد إلى مارية (1)، وعن الحسن: أنه لم يكفر وإنما هو تعليم للمؤمنين (2).
وفي الحديث: " لا يموت لمؤمن ثلاثة أولاد فتمسه النار إلا تحلة القسم " (3).
وهو عبارة عن القلة، كقول ذي الرمة:
قليلا كتحليل الألي (4) وقيل: معناه: شرع لكم الاستثناء من قولهم: حلل فلان عن يمينه إذا استثنى فيها، وذلك أن يقول: " إن شاء الله " عقيبها حتى لا يحنث (5). (والله مولكم) سيدكم ومتولي أموركم (وهو العليم) بمصالحكم (الحكيم) يشرع لكم ما توجبه الحكمة، وقيل: (مولكم) أولى بكم من أنفسكم، فكانت نصيحته أنفع لكم من نصائحكم لأنفسكم (6).
(وإذ أسر النبي إلى بعض أزوجه) وهي حفصة (حديثا) أي: كلاما أمرها بإخفائه (فلما نبأت به) وأفشته وأخبرت غيرها به (وأظهره الله عليه) وأطلع الله النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على إفشاء الحديث بالوحي (عرف) النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حفصة، أي:
أعلمها بعض الحديث، يعني: بعض ما اطلع عليه من ذلك (وأعرض عن بعض)

(١) حكاه عنه الرازي في تفسيره الكبير: ج ٣٠ ص ٤٤.
(٢) حكاه عنه الشيخ الطوسي في التبيان: ج ١٠ ص ٤٦.
(٣) أخرجه مسلم في الصحيح: ج ٤ ص ٢٠٢٨ ح ٢٦٣٢ وما بعده عن أبي هريرة، وفيه: بدل " لمؤمن " " لأحد من المسلمين ".
(٤) لم نجده في ديوان ذي الرمة المطبوع في بيروت.
(٥) حكاه الزمخشري في الكشاف: ج ٤ ص ٥٦٤.
(٦) قاله الشيخ الطوسي في التبيان: ج ١٠ ص ٤٦.
(٥٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 583 584 585 587 588 589 590 591 592 593 594 ... » »»