تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٥٩٢
(عسى ربه إن طلقكن) يا أزواج النبي (أن يبدله) بالتشديد (1) والتخفيف (أزوجا خيرا منكن) موصوفات بهذه الصفات من: الاستسلام لأمر الله، والتصديق لله ولرسوله، والقيام بطاعة الله في طاعة رسوله، والرجوع إلى أمره والتذلل له (سئحت) صائمات، وقيل: مهاجرات (2)، وعن زيد بن أسلم: لم يكن في هذه الأمة سياحة إلا الهجرة (3). وقيل: ماضيات في طاعة الله ورسوله (4). ووسط بين " الثيبات " و " الأبكار " بالواو لأنهما صفتان متنافيتان، لا يجتمعن فيهما اجتماعهن في سائر الصفات.
(قوا أنفسكم) بترك المعاصي وفعل الطاعات (وأهليكم) بأن تأخذوهم بما تأخذون به أنفسكم، وعن مقاتل: هو أن يؤدب المرء أهله وخدمه، فيعلمهم الخير وينهاهم عن الشر (5)، وذلك حق على كل مسلم.
وفي الحديث: " رحم الله رجلا قال: يا أهلاه صلاتكم، صيامكم، زكاتكم، مسكينكم، ويتيمكم، جيرانكم، لعل الله يجمعهم معه في الجنة " (6).
(نارا وقودها الناس والحجارة) نوعا من النار لا تتقد إلا بالناس والحجارة كما يتقد غيرها من أنواع النيران بالحطب. (عليها) أي: يلي أمرها (ملئكة غلاظ شداد) في أجرامهم غلظة وشدة، أي: جفاء وقوة، أو: في أفعالهم جفاء وخشونة، لا تأخذهم رأفة في الغضب لله ورأفة (7) لأهل النار، وهم الزبانية التسعة

(١) قرأه نافع وأبو عمرو. راجع التذكرة في القراءات لابن غلبون: ج ٢ ص ٥١٤.
(٢) قاله زيد بن أسلم والجبائي. راجع التبيان: ج ١٠ ص ٤٩.
(٣) حكاه عنه الماوردي في تفسيره: ج ٦ ص ٤٢.
(٤) وهو قول الشيخ الطوسي في التبيان: ج ١٠ ص ٤٩.
(5) حكاه عنه الرازي في تفسير الكبير: ج 30 ص 46.
(6) رواه الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 568 مرسلا.
(7) في نسخة: " ورحمة " بدل " ورأفة ".
(٥٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 587 588 589 590 591 592 593 594 595 596 597 ... » »»