(عسى ربه إن طلقكن) يا أزواج النبي (أن يبدله) بالتشديد (1) والتخفيف (أزوجا خيرا منكن) موصوفات بهذه الصفات من: الاستسلام لأمر الله، والتصديق لله ولرسوله، والقيام بطاعة الله في طاعة رسوله، والرجوع إلى أمره والتذلل له (سئحت) صائمات، وقيل: مهاجرات (2)، وعن زيد بن أسلم: لم يكن في هذه الأمة سياحة إلا الهجرة (3). وقيل: ماضيات في طاعة الله ورسوله (4). ووسط بين " الثيبات " و " الأبكار " بالواو لأنهما صفتان متنافيتان، لا يجتمعن فيهما اجتماعهن في سائر الصفات.
(قوا أنفسكم) بترك المعاصي وفعل الطاعات (وأهليكم) بأن تأخذوهم بما تأخذون به أنفسكم، وعن مقاتل: هو أن يؤدب المرء أهله وخدمه، فيعلمهم الخير وينهاهم عن الشر (5)، وذلك حق على كل مسلم.
وفي الحديث: " رحم الله رجلا قال: يا أهلاه صلاتكم، صيامكم، زكاتكم، مسكينكم، ويتيمكم، جيرانكم، لعل الله يجمعهم معه في الجنة " (6).
(نارا وقودها الناس والحجارة) نوعا من النار لا تتقد إلا بالناس والحجارة كما يتقد غيرها من أنواع النيران بالحطب. (عليها) أي: يلي أمرها (ملئكة غلاظ شداد) في أجرامهم غلظة وشدة، أي: جفاء وقوة، أو: في أفعالهم جفاء وخشونة، لا تأخذهم رأفة في الغضب لله ورأفة (7) لأهل النار، وهم الزبانية التسعة