تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٥٨٨
ثيبت وأبكارا (5) يأيها الذين ءامنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملئكة غلاظ شداد لا يعصون الله مآ أمرهم ويفعلون ما يؤمرون (6) يأيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم إنما تجزون ما كنتم تعملون (7)) روي: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خلا بمارية في يوم عائشة، وعلمت بذلك حفصة فقال لها: " اكتمي علي وقد حرمت مارية على نفسي، فأخبرها أنه يملك من بعده أبو بكر وعمر، فأرضاها بذلك واستكتمها، فلم تكتم وأعلمت عائشة الخبر، وحدثت كل واحدة منهما أباها بذلك، فأطلع الله نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) على ذلك، فطلقها (1) واعتزل نساءه، ومكث تسعا وعشرين ليلة في بيت مارية (2).
وروي: أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) شرب عسلا في بيت زينب بنت جحش، فتواطأت عائشة وحفصة فقالتا له: إنا نشم منك ريح المغافير. وكان يكره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) التفل، وحرم العسل (3).
والمعنى: (لم تحرم مآ أحل الله لك) من ملك اليمين، أو من العسل (تبتغى) حال من (تحرم)، أو: تفسير له، أو: استئناف، أي: تطلب به رضاء نسائك وهن أحق بطلب مرضاتك منك، وليس هذا بزلة منه صلوات الله وسلامه عليه كما زعمه جار الله (4)، لأن تحريم الإنسان بعض الملاذ بنفسه بسبب أو غير سبب ليس بقبيح ولا زلة، ويمكن أن يكون (عليه السلام) عوتب على ذلك لأنه كان تركا للأولى

(1) أي: طلق حفصة.
(2) رواه الطبري في تفسيره: ج 12 ص 148 و 149 عن ابن عباس من عدة طرق.
(3) أخرجه الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 563، ونحوه رواه البخاري في الصحيح: ج 7 ص 56 عن عائشة. والمغافير واحدتها مغفور: وهي بقلة متغيرة الرائحة فيها حلاوة.
(4) في الكشاف: ج 4 ص 564 قال: وكان هذا زلة منه! لأنه ليس لأحد أن يحرم ما أحل الله!!
(٥٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 582 583 584 585 587 588 589 590 591 592 593 ... » »»