تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٦١
منهن، وزيادة قبح المعصية تتبع زيادة النعمة على المعاصي من المعصي، ومتى ازداد الفعل قبحا ازداد عقابه شدة، ولذلك تكون المعصية من العالم أقبح، وذم العقلاء له أكثر (وكان ذلك على الله يسيرا) إيذان بأن كونهن نساء النبي لا يغني عنهن شيئا.
وقرئ: (من يأت) (ومن يقنت) " ويعمل " بالياء والتاء (1) و (نؤتها) بالياء (2) والنون، أي: نعطها ثوابها مثلي ثواب غيرها، كما يكون عذابها ضعف عذاب غيرها، والقنوت: الطاعة.
و " أحد " في الأصل: وحد، بمعنى الواحد، ثم وضع في النفي العام فيستوي فيه المذكر والمؤنث والواحد والجمع، ومعنى قوله: (لستن كأحد من النساء) لستن كجماعة واحدة من جماعات النساء في الفضل والسابقة (إن اتقيتن) أي:
إن كنتن متقيات وأردتن التقوى (فلا تخضعن بالقول) لا ترققن الكلام للرجال مثل كلام المريبات والمومسات (فيطمع الذي في قلبه مرض) أي: نفاق وفجور (وقلن قولا معروفا) بعيدا من التهمة مستقيما بجد وخشونة من غير تخنث، أو:
قولا حسنا مع كونه خشنا.
(وقرن) قرئ بكسر القاف (3) وفتحها، فالكسرة من: وقر يقر وقارا، أو من:
قر يقر قرارا، حذفت الراء الأولى من " أقررن " ونقلت كسرتها إلى القاف كما يقال:
ظلن في " ظللن "، والفتح أصله: " أقررن " حذفت الراء ونقلت الحركة إلى القاف

(1) قرأ حمزة والكسائي كل ذلك بالياء، والباقون كذلك إلا (تعمل) بالتاء. راجع المصدر نفسه.
(2) وهي قراءة حمزة والكسائي. راجع نفس المصدر المتقدم.
(3) قرأه ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي. راجع المصدر السابق نفسه:
ص 522.
(٦١)
مفاتيح البحث: المرض (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»