تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٤٥٧
ولا تبكون (٦٠) وأنتم سمدون (٦١) فاسجدوا لله واعبدوا (٦٢)) الفتح في (أن) وما بعده على معنى: أن هذا كله في صحف موسى وإبراهيم، و (المنتهى) مصدر بمعنى الانتهاء، أي: ينتهي إليه الخلق ويرجعون إليه كقوله:
﴿وإلى الله المصير﴾ (1).
ومعنى (أضحك وأبكى): خلق قوتي الضحك والبكاء، أو: فعل سبب الضحك والبكاء من السرور والحزن، وقيل: أضحك الأشجار بالأنوار وأبكى السحاب بالأمطار.
(إذا تمنى) إذا تدفق في الرحم، يقال: مني وأمنى، وقيل: معناه: تخلق (2).
قال:
حتى يبين ما يمني لك الماني (3) أي: يقدر لك المقدر. وقرئ: " النشآة " بالمد (4)، يريد: أنها واجبة عليه في الحكمة ليجازي على الإحسان والإساءة. (وأقنى) أي: أعطى القنية وهي المال المؤثل المدخر، وقيل: (أغنى): مول، (وأقنى): أرضى بما أعطى (5).
(رب الشعرى) أي: خالقها وكانت خزاعة تعبدها، سن لهم ذلك أبو كبشة رجل من أشرافهم، وكان أحد أجداد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من قبل أمهاته، وكانت قريش

(١) آل عمران: ٢٨، النور: 42، فاطر: 18.
(2) قاله الأخفش كما في تفسير الماوردي: ج 5 ص 405.
(3) لأبي قلابة الهذلي، وصدره: ولا تقولن لشيء سوف أفعله. وقيل لسويد بن عامر المصطلقي، وصدره: واسلك طريقك فيها غير محتشم. راجع خزانة الأدب للبغدادي: ج 4 ص 418.
(4) قرأه ابن كثير وأبو عمرو. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 498.
(5) قاله مجاهد في تفسيره: ص 628.
(٤٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 452 453 454 455 456 457 458 459 461 462 463 ... » »»