تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٤٦٩
شق، صفقهم جبرئيل بجناحه صفقة تركتهم يتردون، لا يهتدون إلى الباب حتى أخرجهم لوط (فذوقوا) فقلت لهم على ألسنة الملائكة: ذوقوا (عذابى ونذر).
(ولقد صبحهم) أي: أتاهم صباحا (بكرة) وباكرة أي: أول النهار، هي كقوله:
﴿مشرقين﴾ (١) و ﴿مصبحين﴾ (2)، (عذاب مستقر) ثابت قد استقر عليهم.
والفائدة في تكرير قوله: (فذوقوا عذابى ونذر ولقد يسرنا القرءان...) الآية أن يجددوا (3) عند استماع كل نبأ من أنباء الأمم ادكارا واتعاظا إذا سمعوا الحث على ذلك، وأن تقرع لهم العصا مرارا حتى لا تغلبهم الغفلة، وهكذا حكم التكرير في قوله: (فبأى ءالاء ربكما تكذبان) عند ذكر كل نعمة عدت في سورة " الرحمن "، وقوله: (ويل يومئذ للمكذبين) في " المرسلات "، وهكذا حكم تكرير الأنباء والقصص في أنفسها، ليكون كل منها حاضرة للقلوب غير منسية.
(ولقد جآء ءال فرعون النذر) موسى وهارون وغيرهما من الأنبياء لأنهما عرضا عليهم ما أنذر به المرسلون، أو: هو جمع نذير وهو الإنذار (كذبوا بآيتنا كلها) وهي الآيات التسع التي جاءهم بها موسى (فأخذناهم أخذ عزيز) لا يغالب (مقتدر) على ما يشاء.
(أكفاركم خير من أولئكم أم لكم برآءة في الزبر (43) أم يقولون نحن جميع منتصر (44) سيهزم الجمع ويولون الدبر (45) بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر (46) إن المجرمين في ضلل وسعر (47) يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر (48) إنا كل شىء

(١) الحجر: ٧٣، الشعراء: ٦٠.
(٢) الحجر: ٦٦ و 83، الصافات: 137، القلم: 17 و 21.
(3) في نسخة: " يحذروا ".
(٤٦٩)
مفاتيح البحث: الغفلة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 464 465 466 467 468 469 470 471 473 474 475 ... » »»