تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٤٥٦
والصبر على ذبح الولد وعلى نار نمرود... وغير ذلك من قيامه بالأوامر، وعن الحسن: ما أمره الله بشيء إلا وفى به (1). (أن لا تزر) هي المخففة من الثقيلة، والمعنى: أنه لا تزر، والضمير للشأن، ومحل " أن " وما في حيزها الجر بدلا من (ما في صحف موسى)، أو: الرفع على: هو أن لا تزر، كأن قائلا قال: وما في صحف موسى وإبراهيم؟ فقال: أن لا تزر، (وأن ليس للإنسن إلا) سعيه، و " ما " مصدرية.
وأما ما جاء في الأخبار من الصدقة عن الميت والحج عنه والصلاة فإن ذلك وإن كان سعي غيره فكأنه سعي نفسه لكونه قائما مقامه وتابعا له، فهو بحكم الشريعة كالوكيل النائب عنه. (ثم يجزله الجزآء الأوفى) أي: ثم يجزى العبد سعيه، يقال: جزاه الله عمله، و: جزاه على عمله، والمعنى: أنه يرى سعيه يوم القيامة ثم يجزيه أوفى الجزاء.
(وأن إلى ربك المنتهى (42) وأنه هو أضحك وأبكى (43) وأنه هو أمات وأحيا (44) وأنه خلق الزوجين الذكر والانثى (45) من نطفة إذا تمنى (46) وأن عليه النشأة الاخرى (47) وأنه هو أغنى وأقنى (48) وأنه هو رب الشعرى (49) وأنه أهلك عادا الاولى (50) وثمودا فمآ أبقى (51) وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى (52) والمؤتفكة أهوى (53) فغشاها ما غشى (54) فبأى ءالاء ربك تتمارى (55) هذا نذير من النذر الاولى (56) أزفت الأزفة (57) ليس لها من دون الله كاشفة (58) أفمن هذا الحديث تعجبون (59) وتضحكون

(1) تفسير الحسن البصري: ج 2 ص 310.
(٤٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 451 452 453 454 455 456 457 458 459 461 462 ... » »»