تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٤٦٢
جآءهم من الانبآء ما فيه مزدجر (4) حكمة بلغة فما تغن النذر (5) فتول عنهم يوم يدع الداع إلى شىء نكر (6) خشعا أبصرهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر (7) مهطعين إلى الداع يقول الكفرون هذا يوم عسر (8) كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر (9) فدعا ربه أنى مغلوب فانتصر (10) ففتحنآ أبواب السمآء بمآء منهمر (11) وفجرنا الأرض عيونا فالتقى المآء على أمر قد قدر (12) وحملنه على ذات ألواح ودسر (13) تجرى بأعيننا جزآء لمن كان كفر (14) ولقد تركنهآ ءاية فهل من مدكر (15) فكيف كان عذابي ونذر (16)) انشقاق القمر من معجزات نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) الباهرة (1)، رواه كثير من الصحابة (2) منهم: حذيفة بن اليمان، وعبد الله بن مسعود، وأنس، وابن عباس، وابن عمر وغيرهم.
قال حذيفة: إن الساعة قد اقتربت، وإن القمر قد انشق على عهد نبيكم (صلى الله عليه وآله وسلم) (3).

(١) أخرج المحدث البحراني في البرهان: ج ٤ ص ٢٥٩ ح ٥ عن عمر بن إبراهيم الأوسي قال: قال ابن مسعود: انشقاق القمر لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ورد الشمس لعلي بن أبي طالب لأن كل فضل أعطى الله نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) أعطى مثله لوليه إلا النبوة، وقيل: هذا خاتم النبيين وهذا خاتم الوصيين.
(٢) قال المحدث الثقة ابن شهر آشوب في مناقبه: أجمع المفسرون والمحدثون سوى عطاء والحسين والبلخي في قوله: (اقتربت الساعة وانشق القمر) أنه اجتمع المشركون ليلة بدر إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا: إن كنت صادقا فشق لنا القمر فرقتين، قال: إن فعلت تؤمنون؟ قالوا:
نعم، فأشار إليه بإصبعه فانشق شقتين، رؤي حراء بين فلقتيه. المناقب: ج 1 ص 122.
(3) أخرجه عنه السيوطي في الدر المنثور: ج 7 ص 672 وعزاه إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وعبد الله بن احمد وابن جرير وابن مردويه وأبي نعيم.
(٤٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 456 457 458 459 461 462 463 464 465 466 467 ... » »»