تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٤٤٥
يعود عليهم وبال كيدهم، وذلك أنهم قتلوا يوم بدر، و (المكيدون): المغلوبون في الكيد، من: كايدته فكدته. (وإن يروا كسفا) أي: قطعة (من السمآء ساقطا) لقالوا (هذا سحاب مركوم) بعضه فوق بعض " يصعقون " (١) أي: يموتون، وقرئ (يصعقون) من: صعقته فصعق وأصعقته لغة، وذلك عند النفخة الأولى.
(وإن) لهؤلاء الظلمة (عذابا دون ذلك) دون يوم القيامة وهو القتل يوم بدر، والقحط سبع سنين، أو عذاب القبر.
(لحكم ربك) بإمهالهم وما يلحقك فيه من الكلفة والمشقة (فإنك بأعيننا) مثل أي بحيث نراك ونكلؤك، وجمع " العين " لأن الضمير ضمير الجمع، وقال في موضع آخر: ﴿ولتصنع على عينى﴾ (2)، (وسبح بحمد ربك حين تقوم) من أي مكان قمت فيه، وقيل: من منامك (3)، وقيل: واذكر الله حين تقوم إلى الصلاة المفروضة إلى أن تدخل في الصلاة (4). (ومن الليل فسبحه) يعني: صلاة الليل إذا قام من النوم (وإدبر النجوم) يعني: ركعتي الفجر قبل الفريضة (5)، وقيل: هي الفريضة (6)، أي: حين تدبر النجوم وتغيب بضوء الصبح، وقرئ: " وأدبار " (7) بفتح الهمزة، مثل: أعقاب النجوم.
* * *

(١) يظهر من المصنف هنا أنه اعتمد على قراءة فتح الياء على البناء للفاعل تبعا للزمخشري في الكشاف، وهي قراءة الجمهور إلا عاصما وابن عامر. راجع كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص ٦١٣.
(٢) طه: ٣٩.
(٣) قاله ابن عباس في تفسيره: ص ٤٤٥.
(٤) قاله الكلبي. راجع تفسير البغوي: ج ٤ ص ٢٤٣.
(٥) وهو قول ابن عباس وقتادة وعائشة والمروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي (عليه السلام). راجع تفسير الطبري: ج ١١ ص ٥٠١.
(٦) قاله الضحاك وابن زيد. راجع المصدر السابق.
(٧) وهي قراءة الأعمش. راجع شواذ القرآن لابن خالويه: ص 147.
(٤٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 440 441 442 443 444 445 447 448 449 450 451 ... » »»